بابر شاه ( Babir Shah )
بابر شاه (888 - 937هـ ، 1483 - 1530م). محمد ظهر الدين بابر، حاكم هندي مسلم. يرجع نسبه من أبيه إلى تيمورلنك ومن أمه إلى جنكيزخان، فأبوه عمر شيخ ميرزا، حفيد تيمورلنك التركي، وأمه ابنة يونس خان مغولستان وحفيد جفتاي ثاني أبناء جنكيزخان.
كان شاعرًا وأديبًا، ملك الهند، وأسس دولة إسلامية في أكرا، دامت مائتي سنة. وكان والده قد ترك له إمارة صغيرة في فرغانة وسمرقند عام 900هـ، 1494م. وتآمر خصومه مع أعمامه على إخراجه منها، فأُخرِج بعد سبع سنوات من الجهاد، مما ألجأه إلى خاليه المغوليين: أحمد خان مغولستان ومحمود خان طشقند ليسترد أنفاسه. ولم تُغنه مساعدة خاليه، ووقعا في أسر شيباني خان الأوزبك، وطارد بابر حتى أخرجه من بلاد ماوراء النهر. فتوجه إلى ابن عمه السلطان حسين ببقرا عام 910هـ، 1504م في ثلاثمائة من رجاله. وانضم إليه جنوبي إقليم حصار خسرو شاه صاحب حصار بقواته الهاربة في وجه الأوزبك. ويسَّرَ له اضطراب أرض كابل وغزنة، بعد وفاة سلطانها ألغ بك، أن يمتلكها عام 910هـ، 1504م بدون قتال. ونظم شؤون دولته الجديدة، وخرج في غزوات سريعة انتهت بالاستيلاء على قندهار. وأمده الشاه إسماعيل الصفوي بفارس بجيش قوي، ليصد خطر الأوزبك، فتوغل به في بلاد ماوراء النهر حتى سقطت في يده بخارى وسمرقند عام 917هـ، 1511م. ودفعه طموحه إلى فتح الهند. ودارت بينه وبين خصومه معارك كثيرة، تمكن في النهاية من الاستيلاء على لاهور ودهلي وجيتور والبنغال ورجبوت. وأقام دولة هندية إسلامية موحدة ظلت قائمة إلى عام 1267هـ، 1850م، وقد تولاها ستة من أسرته.
وكان بابر مولعًا بالعمارة ؛ فعبَّد الطرق وأقام عليها منائر ليهتدي بها السابلة. وأقام المنشآت الكثيرة من قصور ومساجد وحمامات ونافورات وخزانات للمياه، في آكرا وسيكري وبيانه ودهولبور وكواليار وكول. وبقي منها حتى اليوم في هندستان مساجده الثلاثة في باني بت وسنبل وحصن اللودهيين بأكرا. ومات بأكرا. وخلفه ابنه جلال الدين أكبر الذي كان عصره امتدادًا لعصر الهند الذهبي أيام والده. ووقائعه وأحداثه كثيرة جدًا.