الغزنوية، الدولة ( The Ghaznawi State )
الغزنوية، الدولة (351 - 582هـ، 962 - 1186م). يرجع ظهور الدولة الغزنوية التي سميت بعاصمتها غزنة (مدينة مشهورة في طرف خراسان في حدود الهند) إلى سبكتكين أحد المجاهدين المسلمين، فقد ولاه السامانيون منطقة غزنة، ثم مد سلطانه في الشرق حيث ولاه السامانيون إقليم خراسان عام 384هـ،994م مكافأة له على قمع الثوار في بلاد ما وراء النهر.
كان سبكتكين من الناحية العملية، مستقلاً عن السامانيين وأكثر نفوذًا منهم، ومع هذا كان يعترف لهم بالسيادة ويشن الحروب ويفتح البلاد باسمهم، حتى اتسعت دولته.
ولَّى سبكتكين منذ أول الأمر وجهه شطر الأقاليم الهندية، فاتجه إلى المواقع الجبلية الواقعة في بلاد الأفغان الحالية، واستولى على بعض المواقع فيها، منها مدينة كابول. وتصدى له أحد ملوك الهند المسمى حيبال وهزمه سبكتكين سنة 369هـ، 979م، وأجبره على الصلح، ثم حاربه سنة 392هـ، 1001م وقضى على جيشه نهائيًا وأسره، فمات منتحرًا كمدًا على الهزيمة.
اشتهرت هذه الدولة في عهد محمود الغزنوي بن سبكتكين، الذي تولى السلطة من سنة 388هـ، 998م إلى سنة 421هـ، 1030م. وامتاز عهده بالجهاد الإسلامي في إقليم الهند، ويقال إن غزواته وصلت إلى حدود هضبة الدكن، واعترفت به الخلافة سلطانًا مستقلاً.
غزا محمود الهند 12 مرة، وضم إلى مملكته بلاد البنجاب وأخضع بلاد الغور وبلاد ماوراء النهر، ودخل في حروب مع بني بويه واستولى منهم على أصبهان وهزم السامانيين في مرو سنة 389هـ، 998م، وضم إليه خراسان، وعين أخاه نصرًا على جيوشها، فاتخذ نيسابور قاعدة له، وتسمَّى السلطان. ووسع رقعة دولته أكثر، فاستولى على سجستان سنة 393هـ، 1002م، وأزال سلطان البويهيين في الري وبلاد الجبل سنة 420هـ، 1029م، ثم ملك قزوين وقلاعها. وقضى على المخالفين لدولة الخلافة: الرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، كما نفى المعتزلة إلى خراسان وضيق عليهم وأحرق كتبهم.
وخلدت اسم محمود الغزنوي أعمال أبرزها قيامه بنشر الإسلام في بلاد الهند فقد أسلم على يديه أهل الغور (بلد بين هراة وغزنة).
وتوالت غزواته على بلاد الهند حتى استولى على جميع منطقة البنجاب، وهزم كل من اعترضه من ملوك الهند، وغنم غنائم عظيمة، وأصبح من أبطال الإسلام الذين أحرزوا لقب الفاتح.
واصل أبناء محمود جهودهم في فتح بلاد الهند، ولكنهم لم يكونوا في قوة والدهم. فبموت والدهم عام 421هـ،1030م دب بينهم الخلاف حول العرش، وأخذت الأمصار الشرقية تنفصل تدريجيًا، واقتسم الخانيون والسلاجقة ممتلكاتهم الغزنوية في الشمال والغرب، ثم تمكن الغوريون في أفغانستان في النهاية من تسديد الضربة القاضية إليهم، فقضوا على دولتهم عام 582هـ، 1186م. ★ تَصَفح: السامانية، الدولة ؛ السلجوقية، الدولة ؛ الهند، تاريخ ؛ البويهية، الدولة.