الإخشيدية، الدولة ( Ikhshidi State )
الدولة الإخشيدية إحدى الدول الإسلامية التي استقلت عن الدولة العباسية في مصر والشام، (324- 358هـ، 935- 969م). ترجع نسبة هذه الدولة إلى محمد بن طغج بن جف الإخشيد، تركي الأصل من فرغانة، قدم جده جف إلى دار الخلافة في عهد المعتصم. وبدأت حياته العملية تظهر حين اتصل بخدمة ابن بسطام عامل بلاد الشام، وحين جاء إلى مصر وقاتل الفاطميين تحت قيادة تكين التركي، فأعجب به تكين فولاه عُمَان وجبل الشراة سنة 306هـ، 918م، نيابة عنه. وكسب رضا الخلافة فقلدته ولاية الرملة بفلسطين عام 316هـ، 928م، ثم ولاية دمشق سنة 319هـ، 931م.
ولما كانت مصر في حالة فوضى بعد عزل الطولونيين عنها، رأى الخليفة الراضي أن يوليها ابن طغج. فنجح ابن طغج في إعادة الأمور إلى نصابها، والتصدي لحملات الفاطميين، فمنحه الخليفة لقب الإخشيد، وهو اللقب الذي كان يطلق على ملوك فرغانة، وتصدى لأمير الأمراء ابن رائق في البر والبحر وهزمه، ومن ثم أصبح الإخشيد من أكبر القوى في العالم الإسلامي، ودافع عن الخليفة من عبث ابن رائق، فاعترف له الخليفة بولاية مصر وراثة في أبنائه، وأقره على ما استولى عليه من بلاد الشام، ودخلت الحجاز في سلطانه.
وتصدى لأطماع سيف الدولة الحمداني في الشام، وهزمه في موقعة قنسرين، ودخل حلب، وعقد معه صلحًا تنازل له الحمدانيون بموجبه عن شمالي سوريا.
توفي الإخشيد فخلفه ابناه، وكانا صغيرين، فحكما تحت وصاية مولاه كافور الذي اشتراه ورباه تربية عسكرية وأصبح يترقى إلى أن وصل إلى مرتبة قائد عام الجيش.
نجح كافور في حروبه مع الحمدانيين، وامتدت حدود دولته إلى طوروس شمالاً والنوبة جنوبًا. وقصده الشعراء، ومنهم أبو الطيب المتنبي، الذي مدحه بغية أن يُوليه ولاية من الولايات، ثم هجاه عندما لم يحصل على بغيته.
ولم تمض مدة طويلة على موت كافور حتى دخل الفاطميون مصر سنة 358هـ، 969م، واستولوا عليها من الخلافة العباسية.
★ تَصَفح أيضًا: مصر، تاريخ.