الرئيسيةبحث

عبد الرحمن الناصر ( Abd- ur- Rahman an- Nasir )


عبدالرحمن الناصر (300 - 350هـ ، 912 - 961م). أبو المطرف عبدالرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبدالله بن محمد بن الحكم بن هشام بن عبدالرحمن الداخل. من أشهر خلفاء الدولة الأموية الأندلسية. ولد ونشأ بقرطبة. تولى الخلافة عقب وفاة جده الخليفة عبدالله بن محمد (275 - 300هـ ، 888 - 912م). اتهم والده بالاشتراك في مؤامرة ضد جده عبدالله، فسجنه والده، ومات هناك مقتولاً بيد أخيه المطرف بن عبدالله. ونال المطرف جزاءه بأن قتله أبوه عبدالله، واحتضن حفيده اليتيم عبدالرحمن بن محمد، وهو في المهد، وخصه بالرعاية دون غيره من أبنائه. والراجح أنه كان يستشعر الندم لتسببه في قتل ابنه محمد، فأراد أن يكفر عن خطيئته. ولم ينازعه أعمامه وأعمام أبيه الخلافة لما كان يحيط بها من أخطار وكثرة الفتن والتمزق السياسي، حيث رفع كثير من ثوار البربر والمولدين راية الاستقلال عن قرطبة، مثل: جيان التي استقل بها موسى بن ذي النون، وببشتر معقل أسرة ابن حفصون المولدة، وأشبيليا مقر حكومة بني خلدون وبني حجاج، وبطليموس التي تحصن فيها عبدالرحمن بن مروان الجليقي، وباجة قلعة عبدالرحمن بن سعيد بن مالك.

وكانت سياسته ترمي أولاً إلى تركيز السلطة في يده، وتوحيد الأندلس على مثل ماكانت عليه في عهد خلفاء بني أمية الأقوياء. واتخذ سياسة تقوم على الترغيب والترهيب. فكاتب أمراء البلاد، فبايعه بعضهم، وأعد حملة خرج على رأسها لقهر الخارجين عليه، وافتتح مايقرب من ثلاثمائة حصنٍ خلال نصف شهر. وقضى على أخطر المعارضين: عمر بن حفصون وأولاده جعفر وسليمان وحفص، واستولى على معقلهم ببشتر عام 315هـ، 927م. وتلقب بألقاب الخلافة عام 317هـ، 929م، ليوطد مركزه داخل الأندلس وخارجها، واستعد لصد الفاطميين بالمغرب عندما هموا بغزو الأندلس، فانصرفوا إلى فتح مصر. وواجه خطر الممالك النصرانية شمالي الأندلس، وتمكن بعد معارك دامية من الانتصار على مملكتي ليون ونبرة، وصالحته الممالك النصرانية، ووفدت عليه سفاراتها، ومن بينها وأعظمها سفارة بيزنطة عام 338هـ، 949م.

توفي بقرطبة بعد حكم دام أكثر من خمسين عامًا، وبلغت الأندلس في عهده عصرها الذهبي. وتشهد آثاره في قرطبة والزهراء بما بلغته الحضارة الأندلسية من سمو وازدهار.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية