الرئيسيةبحث

أبو ذر الغفاري ( abu- Dhar al- Ghifari )



أبو ذرّ الغفاريُّ ( ؟ ـ 32هـ، ؟ ـ 652م). جُنْدُب ابن جنادة بن سفيان بن عُبيد بن حرام بن غفار، أخي ثعلبة، ابني مُلَيْل بن ضمرة، أخي ليث والدِّيل، أولاد بكر، أخي مُرة، والد مُدلج بن مرة، ابني عبدمناة بن كنانة، وكنيته أبوذر. صحابي جليل ومحدِّث فقيه ومن السابقين إلى الإسلام. كان من أهل الصُّفَّة. ★ تَصَفح: أهل الصفة.

إسلامه وبلاؤه:

أبو ذر، رضي الله عنه، من السابقين إلى الإسلام، أسلم بمكة بعد أربعة وكان خامسًا، وقصّة إسلامه في الصحيحين: دخل على النبي ﷺ، فسمع من قوله، فأسلم مكانه!! فقال له النبي ﷺ: (ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري )، فقال: والذي نفسي بيده لأصرُخَنَّ بها بين ظهرانيهم. فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله!! فقام القوم إليه فضربوه، حتى أضجعوه وأتى العبّاس فأكب عليه، وقال: ويلكم!؟ ألستم تعلمون أنّه من غِفار، وأنه طريق تجارتكم إلى الشام؟! فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه، وثاروا إليه، فأكبّ العباسُ عليه، وقد أسلمت قبيلة أبي ذر، فقال ﷺ (غفار غفر الله لها ) رواه مسلم.

هجرته وشهوده المشاهد:

انصرف أبو ذر إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم رسول الله ﷺ المدينة، ومضت بدر وقيل وأحد، ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك، وشارك في بقية الغزوات والمواقع مع النبي ﷺ،، وكان حامل راية غفار يوم حنين وشهد فتح بيت المقدس مع عمر وكان يقول: أبطأت في غزوة تبوك، من عجف بعيري.

عن ابن مسعود، قال: لما سار رسول الله ﷺ إلى تبوك، جعل لايزال يتخلف الرجل، فيقولون: يارسول الله، تخلف فلان. فيقول: (دعوه، إن يكن فيه خير فسيلحقكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم الله منه ). حتى قيل: يارسول الله، تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره. قال: وتلوَّم بعير أبي ذر ، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه، فجعله على ظهره، وخرج يتبع رسول الله ﷺ. ونظر ناظر، فقال: إن هذا لرجل يمشي على الطريق! فقال رسول الله: كن أباذر فلما تأمله القوم، قالوا: هو والله أبو ذر! فقال رسول الله ﷺ: (يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويشهده نفر من المسلمين ) أورده ابن هشام في السيرة النبوية.

علمه:

روي له 281 حديثًا، وأخباره كثيرة وقد روى عنه ابن عباس وأنس بن مالك، وابن عمر وخلق كثير من الصحابة وكبار التابعين، وكان يفتي في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم.

مناقبه:

كان رأسًا في الزهد، والصدق، والعلم والعمل، قوالاً بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، على حدَّة فيه، وهو أول من حيّا رسول الله ﷺ بتحية الإسلام.

عن عبدالله بن عمرو قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر ) رواه الترمذي.

ورُوي أن النبي ﷺ قال: (أبوذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم ).

وقد كان رضي الله عنه مدافعًا عن الحق حيثما كان وأينما حل واتجه لا تأخذه في الحق لومة لائم.

وفاته:

توفي أبو ذر سنة اثنتين وثلاثين بالربذة، وصلى عليه عبدالله بن مسعود ؛ فإنه كان مع أولئك الركب الذين مروا بالربذة وشهدوا وفاته، وحملوا عياله إلى عثمان بن عفان رضي الله عنهم بالمدينة، فضم ابنته إلى عياله، وقال: يرحم الله أباذر.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية