الشهبندر، عبد الرحمن ( ash- Shahbandar, 'A: )
الشهبندر، عبد الرحمن (1296 ـ 1359هـ، 1879 ـ 1940م). عبدالرحمن بن السيد صالح الشهبندر، وعائلة الشهبندر من العائلات العريقة في سوريا والعراق. وُلد في دمشق وتلقى علومه الابتدائية في مدارس الحكومة السورية، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ونال شهادتها العلمية عام 1319هـ، 1901م. وكان الخطيب السنوي للجمعية العلمية العربية، وانضم عضوًا إلى الحلقة الإصلاحية برئاسة الشيخ طاهر الجزائري. مَثُلَ أمام المحاكم بتهمة التحريض على خلافة السلطان عبدالحميد الثاني العثماني، ولكن صغر سنه يومئذ أنقذه من السجن. عاد إلى الجامعة الأمريكية عام 1320هـ، 1902م ودرس الطب مدة أربع سنوات، وعينته الجامعة آنذاك أستاذًا وطبيبًا لطلابها.
عاد إلى دمشق عام 1326هـ، 1908م، واتصل بالقوميين الأتراك إثر انقلابهم في تلك السنة، وكان عاملاً مؤثرًا في تأسيس الجمعيات العربية في دمشق. وعندما تبين له اتجاه الاتحاديين القوميين الأتراك لتتريك عناصر الدولة المختلفة، هب مع القوميين العرب للدفاع عن حقوق العرب القومية. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى أراد العرب تناسي الماضي والتعاون مع الأتراك، ولكن الاتحاديين لم يقدِّروا لهم هذا الموقف، فعمدوا إلى سياسة البطش بمعارضيهم العرب، وكادوا أن يفتكوا بالشهبندر لولا فراره من دمشق إلى العراق ومنه إلى الهند فمصر. وظل في مصر ينتقد سياسة جمال باشا وزير البحرية وقائد الجيش العثماني الرابع، وقطعت له بريطانيا مع ستة من رفقائه عهدًا أُطلق عليه عهد السبعة يقضي بأن كل بلاد عربية يفتحها الجيش العربي تبقى عربية مستقلة، ولذا تعاونوا مع بريطانيا ضد الأتراك. عاد الشهبندر إلى دمشق عام 1338هـ، 1919م، وهيأ مع إخوانه في مختلف الأحزاب الحملة الكافية لإظهارهم أمام اللجنة الاستفتائية الأمريكية بالمظهر الذي تنشده من حرية واستقلال تام. وعهد إليه بوزارة الخارجية في حكومة السيد هاشم الأتاسي عام 1339هـ، 1920م، ولكنه اضطر إلى مغادرة البلاد إلى القاهرة بعد معركة ميسلون ضد الاحتلال الفرنسي لبلاده. وعاد إلى دمشق عام 1340هـ، 1921م لينظم الأعمال السياسية ضد الاحتلال الفرنسي. واعتقله الفرنسيون مع بضعة من رفقاء دربه، وحوكم بالسجن عشرين سنة، ونفي إلى بيت الدين ثم إلى جزيرة أرواد، ولكن أطلق سراحهم سنة 1342هـ، 1923م، فسافر الشهبندر إلى أوروبا وأمريكا لعرض قضية بلاده. وعاد إلى دمشق عام 1343هـ، 1924م، فألف حزب الشعب، واتفق سرًا مع زعماء الجبل على التعاون ضد الاحتلال، وأخذ في تهيئة أسباب الثورة التي اندلعت من الجبل عام 1344هـ، 1925م، وكان من قادتها، وحكمت عليه السلطات الفرنسية بالإعدام، فلجأ إلى بعض البلاد العربية الإسلامية متجولاً، ثم استقر أخيرًا بمصر مدافعًا عن القضية العربية. عفت عنه سلطات الاحتلال عام 1356هـ، 1937م، فعاد إلى دمشق، وثابر على خدمة وطنه إلى أن اغتيل في عيادته عام 1359هـ، 1940م.