الحكيم، توفيق ( al- Hakim, T: )
توفيق الحكيم |
التحق بالمدرسة في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة، وهو في السابعة من عمره، وكانت هذه أولى الخطوات التي اضطرته إلى الاحتكاك بعالم الواقع الخارجي والتواصل معه ومحاولة استلهامه ـ لاحقًا ـ في العديد من قصصه. أرسله أبوه بعد المرحلة الابتدائية إلى القاهرة ليتم تعليمه الثانوي، وفي القاهرة بدأت ميوله نحو الأدب والموسيقى وفن المسرح تظهر وتتبلور تدريجيًا. وفي العشرينيات من عمره، كتب أولى مسرحياته ذات الحس الوطني مثل المرأة الجديدة والضيف الثقيل عن المستعمر البريطاني، وعلي بابا، وكتب أيضًا بعض القصائد الشعرية ذات الطابع الوطني الحماسي وخصوصًا خلال ثورة مصر عام 1919م.
وبعد نيله إجازة الحقوق عام 1924م، أرسله أبوه إلى باريس لإتمام دراساته العليا في هذا المجال. ولكنه شغل نفسه بالجو الفني والثقافي لباريس، فقضى وقته بين المسارح والمتاحف والمقاهي الأدبية والحدائق المترعة بأعمال أشهر النحاتين لإشباع ميوله القوية إلى الفنون بكل فروعها وأشكالها. ثمّ عاد إلى مصر دون أن ينال الإجازة العليا في الحقوق، ولكن موهبته كانت قد صقلتها التجربة الفنية في المرحلة الباريسية التي سماها زهرة العمر في أحد أعماله بهذا العنوان.
بدأ التأليف في مجالي المسرح والرواية ليصبح أحد الرواد الكبار في هذين المجالين، وخصوصًا بعد صدور أعماله القصصية مثل عصفور من الشرق ؛ يوميات نائب في الأرياف ؛ عودة الروح. ومن أعماله المسرحية أهل الكهف ؛ شهر زاد ؛ براكسا أو مشكلة الحكم ؛ السلطان الحائر ؛ أوديب ؛ بيجماليون وغيرها.
وتتوزع أعماله الفكرية بين الفلسفة والتصوف وأشهرها تحت شمس الفكر ؛ حماري قال لي ؛ من البرج العاجي ؛ عودة الوعي ؛ عهد الشيطان ؛ أرني الله وغيرها كثير. وعلى الرغم من النزعة الواقعية التي تطبع بعض أعماله القصصية، إلا أن جل كتاباته تتجه إلى عالم الأفكار والمثل والقضايا الفلسفية المجردة. وهو الأب الشرعي لما يسمى مسرح الذهن الذي ينسب إليه. ومن أشهر مسرحياته في هذا المجال، الذي اكتسب في المسرح تسمية اللامعقول، مسرحية طالع الشجرة.
ترجمت أعماله القصصية والمسرحية إلى معظم اللغات الحية. كما صدرت عنه دراسات متعددة في الأدب العربي والآداب العالمية. وتدرِّس كثير من جامعات الغرب والولايات المتحدة أعماله القصصية والمسرحية في مقرراتها الأدبية.