البيان والتبيين ( al- Bayan wa- at- Tabyyn )
البيان والتبيين كتاب من أهم مؤلفات الجاحظ، وقد أهداه إلى الوزير أحمد بن أبي دواد. وعُدّ الجاحظ بما ضمّنه هذا الكتاب من معرفة عن البيان العربي مؤسس البحث في البلاغة العربية. ★ تَصَفح: الجاحظ.
يتناول الكتاب البيان بمفهوم واسع، حيث يشمل أنواع الدلالة من لفظ وإشارة وخط وعقد، كما يعالج، في مصطلحه، دلالة الحال أو النصبة وإمكانية تحول الأشياء إلى علامات. وينتقل من ذلك إلى ضربٍ أكثر تخصصًا حين جعل البيان يعني الدلالة باللغة. ثم يتجاوز الاستعمال اللغوي إلى الاستعمال الأدبي الذي جعله هم الكتاب وموضع عنايته. كما تحدث عن الخطابة مبرزًا مكانتها وأنواعها وتاريخها وأهم الخطباء، وتوقف عند خطب الرسول ﷺ والخلفاء من بعده.
عُني الكتاب بصفات الخطيب التي تمكنه من أداء مهمته، وتلك التي تعوقه، بما في ذلك عيوب جهاز النطق. كما اعتنى بزي الخطيب والأدوات التي يستعين بها في خطبته كالمخاصر والعصي. وأرفق كل ذلك بنصوص من الخطب لكبار الخطباء والبلغاء.
ويرافق حديثه في كل هذه الموضوعات الانتقال إلى أضدادها، فكما تحدث عن البيان وفضله تحدث عن نقيضه الصمت، وتحدث عن البلغاء وعن أضدادهم من الجهلة والحمقى والمجانين ومن إليهم.
يجعل بعض الدارسين الحفاوة بالبلاغة والبيان والخطابة في هذا الكتاب نوعًا من الرد على الشعوبيين في انتقاصهم العرب ومعارفهم، وسلبهم كثيرًا من فضائلهم. ويرون هذا مفسرًا لبعض مظاهر التأليف في هذا الكتاب من استطراد واستفاضة في بعض الموضوعات، كحديثه عن العصا، بما يخرجه عن موضوع الكتاب الأساسي، فرغبته في هذا الرد تدفعه إلى عرض مايعن له مما يثبت معرفة للعرب وفضلاً.
تبدو أهمية هذا الكتاب لدارسي الأدب العربي في أنه يحفظ آراء السابقين في البلاغة والبيان، كما يحفظ مرحلة من مراحل الدرس العربي للبلاغة وصلتها بالبحث البلاغي في الثقافات الأخرى ؛ كالفارسية و اليونانية و الهندية. وهو من جهة ثالثة معالجة لموضوع واحد هو البيان والبلاغة، بالإضافة إلى ماحفظه من نصوص خطابية ونثرية وشعرية، تُعد من عيون التراث العربي.