خزانة الأدب ( Khizanatu al- Adab )
خِزَانة الأدب من أكثر موسوعات علوم العربية وآدابها انتشارًا في القرن الحادي عشر الهجري، وعنوانه الكامل خزانة الأدب، ولب لباب لسان العرب. ومؤلفه هو عبد القادر بن عمر البغدادي المولود في بغداد عام 1030هـ، والمتوفى بمصر عام 1093هـ.
تتألف مادة الكتاب من النصوص النادرة مع عناية فائقة بالنقد والتحقيق لكل مايورد من ذلك، يُضاف إلى ذلك ما اشتمل عليه الكتاب من أمثال العرب، وبيان معانيها ومضاربها وأصولها، وحشْده للغات القبائل ولهجاتها.
وخزانة الأدب شرح لشواهد الرضي على الكافية، وعدتها 957 شاهدًا من شواهد العربية. وقد وُصف هذا الشرح بأنه جمع علوم الأدب واللغة بأسرارها إلا القليل. ولا يكتفي البغدادي بشرح بيت الشاهد فحسب، بل يحرص على إيراد قصائد الأبيات التي تعرّض لها، مع شرح الكثير منها شرحًا محققًا مستطردًا في ذلك إلى أخبار العرب، وذكر أيامها في الجاهلية والإسلام، مع العناية الكاملة بالمقصد الأول لشرح الشواهد، فيبرز المسائل النحوية مستوعبًا دراستها، مع الاعتماد على أمهات كتب النحو ومطولاته، وشروح الشواهد، ودواوين الشعراء.
وقد ساق البغدادي في مقدمة الخزانة ثبتًا للكتب التي اعتمد عليها في الشرح والتحقيق، مصنّفًا لها، فمنها ماهو في علم النحو، وما هو في شروح الشواهد، ومنها ماهو في تفسير أبيات المعاني المشكلة، وما يرجع إلى دفاتر أشعار العرب من الدواوين والمجاميع، وما يرجع إلى فن الأدب، وما يرجع إلى كتب السير، وكتب الصحابة وأنساب العرب، وما يرجع إلى طبقات الشعراء وغيرهم، وما يرجع إلى كتب اللغة، وما يتعلّق بأغلاط اللغويين، وكُتُب الأمثال وكُتُب الأماكن والبلاد، فجاوزت مراجعه أربعة آلاف كتاب، أكثرها قد فُقد أو ضاع. كما اشتملت مقدمة خزانة الأدب على تنويه بإهداء هذا السفْر إلى السلطان محمد خان بن إبراهيم خان العثماني، ثم بترجمة شارح الكافية الرضيّ الإستراباذي، وكلام فيما يصحُّ الاستشهاد به في اللغة والنحو والصرف.
كان البغدادي حريصًا على إثبات تواريخ كتبه، ومنها الخزانة. وقد ابتدأ تأليفها بمصر في غرة شعبان من عام 1073هـ، وانتهى في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من جمادى الآخرة عام 1079هـ، فتكون مدة التأليف ست سنوات.
وكتاب الخزانة من الكتب الضخمة، وقد طبع للمرة الأولى في مطبعة بولاق عام 1299هـ في أربعة مجلدات، مُصَاحَبًا بكتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية المعروف بالشواهد الكبرى للعيني، وقد طبع على جوانب الخزانة. ثم طُبعت منها أربعة أجزاء تمثل ثلثها فقط في المطبعة السلفية بين عامي 1347 و1351هـ ولم تتم تلك الطبعة. وظهرت طبعة ثالثة ناقصة كسابقتها بعناية الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد اقتصرت على الجزء الأول من طبعة بولاق، وجاء في جزءين، وذلك عام 1347هـ. أما الطبعة الرابعة والأخيرة فقد ظهرت بعناية المرحوم عبد السلام هارون في ثلاثة عشر مجلدًا، مشتملة على الفهارس والكشافات التي تيسّر البحث في مخزون الخزانة، وتكشف خبايا كنزه الدفين.