الرئيسيةبحث

فلبي، هاري سانت جون ( Philby, H. S. J: )


فِلبي، هاري سانت جون (1885-1960م). رحَّالة إنجليزي مسلم، ولد في جزيرة سيلان، نال درجة في اللغات الشرقية من جامعة أكسفورد (1907م) وعمل نحو سبع سنوات في الهند، ومستشارًا لوزارة الداخلية في العراق ومستشارًا في السعودية، وأشهر إسلامه. وانتدب أستاذًا زائرًا في الجامعة الأمريكية ببيروت (1957م). يعد أهم رحَّالة أجنبي في الجزيرة العربية ؛ إذ شاهد وزار مناطق لم يرها أحد من الرحّالين من قبل، واخترق الجزيرة العربية عدة مرات في مختلف الاتجاهات، وبقي بها أكثر من عشرين شهراً. وكان فلبي لغويًا بارعاً وإدارياً من الطِّراز الأول. وصل فلبي إلى البصرة في العراق عام 1915م لإعادة التنظيم الإداري في المنطقة، وفي عام 1917م تلقى أوامر بالذهاب إلى نجد لمعرفة الوضع السياسي هناك، ووصل إلى الرياض حيث قابل الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي شجعه على السفر إلى جدة فوصلها عن طريق الطائف، وكان ذلك ثالث عبور للجزيرة العربية. وبتكليف من الملك عبدالعزيز ذهب فلبي إلى وادي الدواسر، وجلب معلومات علمية وجغرافية ذات قيمة. ثم استدعي فلبي ليتسلم منصباً رسمياً في بغداد، ولما لم يكن على وفاق مع حكومته، ذهب إلى عمان ليتقلد منصباً حكومياً، وهناك التقى بكاتبة ورحالة مشهورة هي روزيتا فوربس التي وافقت على مرافقته في رحلة عبر الربع الخالي. ولكن لظروف سياسية أخفق مشروع عبور الربع الخالي، وعاد فلبي من عدن إلى جدة حيث أسس شركة تجارية لاستيراد السيارات وأجهزة المذياع والهاتف.

وفي نهاية عام 1931م استأنف فلبي رحلاته في الجزيرة العربية وبدأ من الهفوف بقافلة أراد أن يتجه بها جنوباً حتى يصل إلى المحيط الهندي، ولكنه اضطر إلى الرجوع لصعوبة تحقيق ذلك. وكانت تلك آخر رحلة يقوم بها فلبي مستخدماً الإبل ؛ فقد كانت معظم رحلاته فيما بعد تتم بالسيارات التي قطع بها الجزيرة من البحر إلى الخليج في صحبة زوجته. وكانت كتاباته عما شاهده خلال رحلاته كثيرة وشاملة ودقيقة. وقد شملت ملاحظاته الطيور والحيوان والجيولوجيا والأعراق البشرية والتاريخ والآثار والوصف الجغرافي. وقد أهله استخدامه للسيارات ووسائل الاتصال الحديثة زيارة مناطق كثيرة في الجزيرة العربية. ومن هناك رجع إلى اليمن وزار مدينة مأرب.

وبعد قضاء مدة في إنجلترا (1939 - 1945م) عاد فلبي إلى الجزيرة العربية ليستأنف أعماله التجارية واستمر أيضًا في رحلاته الاستكشافية، في الآثار بخاصة ؛ فقد اكتشف عدداً من النقوش الثمودية في شمالي الجزيرة العربية، ثم اتجه إلى لبنان عام 1955م، وبها توفي.

وعلى الرغم من أن الجزيرة العربية التي رآها فلبي في أيامه الأولى لم تختلف عن تلك التي رآها داوتي ونيبور، فإِنه شهد في أيامه الأخيرة تغييراً في أوضاعها نتيجة التقدم التقني في وسائل النقل والاتصال، ورُسمتْ خرائط كاملة للجزيرة العربية بوساطة الصور الجوية منهيةً بذلك عهد الاكتشاف. له مؤلفات عديدة، منها: قلب الجزيرة العربية ؛ جزيرة العرب في عهد الوهابيين ؛ هارون الرشيد ؛ حاج في الجزيرة العربية ؛ أسس الإسلام ؛ أرض مدين ؛ أيام في الجزيرة العربية، وغيرها.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية