تشارلز مونتجو داوتي ( Charles Montegue Doughty )
تشارلز مونتجو داوتي (1843 - 1926م). رحالة إنجليزي درس الجيولوجيا في جامعة كمبردج، وقام برحلة استكشافية إلى المناطق المتجمدة وهو في العشرين من عمره، ثم قرر الانصراف لخدمة لغته الوطنية، ودرس اللغتين الدنماركية والهولندية. بدأ داوتي رحلاته بأسبانيا وإيطاليا ثم ذهب إلى اليونان فمصر حيث وصل القاهرة عام 1875م، ثم عبر صحراء سيناء حتى وصل مدينة البتراء حيث سمع عن مدائن صالح المدينة الأثرية في شمالي الحجاز التي لم ينجح كل من بوركهارت وبيرتون في الوصول إليها. وعزم داوتي على مشاهدتها وانضم إلى قافلة للحج تحت اسم مستعار (خليل). وصل إلى مدائن صالح في نوفمبر 1876م، واستطاع أن يتجول في المنطقة مستنسخاً الكتابات والرسوم المنقوشة في واجهات المقابر. وبدلاً من العودة مع الحجاج إلى دمشق آثر داوتي حياة البداوة وعاش مع جماعة بدوية وتجول معهم، وخلالها مر بمدينة تيماء. ومع اشتداد الحر قرر داوتي العودة إلى مدائن صالح ومن هناك اتجه إلى الساحل ليركب البحر إلى مصر.
قام داوتي بجولة في منطقة الحرة لمدة أربعة أشهر ثم دخل مدينة حائل مارًا بجبل شمر، توجه بعدها إلى واحة خيبر التي كانت حينذاك تحت سيطرة الأتراك. وقد أمر حاكمها داوتي بالرجوع إلى حائل التي وصلها في أبريل 1878م. وكان تعصبه للنصرانية يوقعه في مشاكل كثيرة مع المسؤولين وعامة الناس، ولذلك أُمر بالرحيل من حائل وتوجه إلى بريدة ثم عنيزة، حيث بقي فيها ستة أسابيع. وفي الخامس من يوليو 1878م توجه مع قافلة للحجاج إلى الحجاز، ووصل الطائف ثم توجه إلى جدة في أغسطس 1878م. وكتب كتابه الجزيرة العربية الصحراوية، رسم فيه صورة فريدة من نوعها عن الجزيرة كما كتب عن حياة البدو وما يقاسونه من معاناة وشدة، وعن كرمهم وعاداتهم، وأبرز كثيراً من المفارقات في حياتهم الاجتماعية. وكجيولوجي أدرك الرتابة الفائقة لصحراء التيه القاحلة، كما أنه يعد من أكثر الرحالة الذين عانوا من الذل والهوان ومشاق الحياة.