الرئيسيةبحث

الفتية المغامرون ( al- Fityah al- Mughamirun )


الفتية المغامرون هم ثمانية شبان أبناء عمومة، أعدوا مركبًا شراعيًا زودوه بالماء والطعام لما يكفيهم لأشهر، وعزموا على ركوب بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) ليعرفوا حدوده ويكتشفوا غرائبه، فأبحروا صوب الغرب أحد عشر يومًا ثم صوب الجنوب اثني عشر يومًا حتى وصلوا جزيرة الغنم (يرجح أنها إحدى جزر الآزور) وفيها من الغنم ما لايُعد ولا يحصى. فأخذوا من تلك الغنم وذبحوها فوجدوا لحومها مرة لايقدر أحد على أكلها، فاتجهوا صوب الجنوب مرة أخرى لمدة اثني عشر يومًا حتى بلغوا جزيرة أخرى فيها عمارة وحرث (يرجح أنها إحدى جزر الكناري)، وأُسروا فيها، وردَّهم ملكها في زورق أبحر بهم ثلاثة أيام وصلوا بعدها إلى شاطئ إفريقيا عند مدينة آسفي. ويحاول بعض الباحثين الاعتماد على قصة هؤلاء الفتية لإثبات أن العرب وصلوا إلى العالم الجديد قبل الأوروبيين، ولا يرضى بذلك باحثون آخرون لأنه لا يعقل أن يرجعوا من جزر لم يدَّعوا الوصول إليها إلى شاطئ إفريقيا في ثلاثة أيام. وعمومًا فإن هذه القصة التي ترجع إلى القرن الثالث الهجري على أرجح الأقوال تشير إلى نزوع العرب إلى الجرأة والمغامرة لاقتحام بحر الظلمات، واكتشاف ماوراءه، وقد روى الإدريسي هذه القصة، وسماهم الفتية المغرورين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية