ابن الخطيب، لسان الدين ( ibn- al- Khatib Lisan-ud- Din )
ابن الخطيب، لسان الدين (713 - 776هـ، 1313 - 1374م). أبو عبدالله لسان الدين بن محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني. من أعلام الأندلس، سياسي وشاعر وكاتب ووشَّاح وزجَّال ومؤرخ وعالم موسوعي المعرفة، يعد من أبرز رجالات الأندلس في قرنها الأخير. ★ تَصَفح: الأندلس ؛ الحضارة الإسلامية في الأندلس.
حفظ القرآن في صغره، كما تلقى تعليمًا يتصل بالدراسات العربية والإسلامية. ثم رحل في طلب العلم إلى بعض المدن الأندلسية حيث اتصل آخر أمره بابن هود أمير مرسية الذي عينه قاضيًا في شاطبة فجمع بين منصبي القضاء والكتابة. وبعد وفاة ابن هود خلفه عمه الذي عين ابن عميرة كاتبًا له، فتبدل الحال بابن الخطيب.
ثمّ اتصلت أسباب ابن الخطيب بالسلطان ابن الحجاج أعظم سلاطين بني الأحمر فأعجب بشعره وضمه إلى ديوان خدمته ثم عيَّنه على رئاسة ديوان الكُتَّاب، وظل في رئاسة الديوان عندما تولى الحكم الغني بالله بن السلطان ابن الحجاج، ولما نشبت الثورة ضد الغني بالله والتجأ إلى السلطان أبي عنان المريني بفاس بالمغرب سنة 760هـ، صحبه ابن الخطيب إلى تلك البلاد وظل يتجول في أرجائها متصلاً بأجوائها السياسية. ولما عاد سلطانه لعرشه بغرناطة، استدعى، ابن الخطيب إليه ووكل إليه الأمر ولقبه بذي الوزارتين السيف والقلم.
أخذت الدسائس والمؤامرات تحاك من حوله في غرناطة فتوجه إلى سلطان فاس عبدالعزيز المريني فأحسن استقباله وأكرم نزله. ولكن خصومه دسوا له عند الغني بالله وأوهموه أن ابن الخطيب يحرض سلطان فاس على غزو الأندلس وضم غرناطة إليه. كما رموه بالزندقة وطلبوا من السلطان عبدالعزيز أن يسلمه لهم.
وكان السلطان عبدالعزيز مؤمنًا ببراءة ابن الخطيب وسلامة عقيدته فلم يستجب لطلب غرناطة. ولكن بعد وفاة السلطان. اضطربت الأمور في فاس فسُجن ابن الخطيب وعُقدت له محاكمة في مجلس السلطان رمته بتهم كثيرة أخطرها الزندقة وانتهى الأمر بقتله خنقًا في السجن ثم مُثِّل بجثته، فانتهت حياته نهاية مأساوية.
من أهم مؤلفاته: الإحاطة في أخبار غرناطة ؛ والكتيبة الكامنة في شعراء المائة الثامنة ؛ الدرر الفاخرة واللجج الزاخرة ؛ جيش التوشيح ؛ السحر والشعر ؛ كناسة الدكان ؛ اللمحة البدرية في الدولة الناصرية وغير ذلك، بجانب ديوان شعره وموشحاته.