إدريس عليه السلام ( Idris )
إدريس عليه السلام نبي من أنبياء الله، ورد ذكره مرتين في القرآن الكريم ؛ فقد قال تعالى مخاطبًا نبيه محمدًا ﷺ : ﴿ واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صِدِّيقًا نبيًّا ¦ ورفعناه مكانًا عليا﴾ مريم: 56 ، 57. وقال أيضًا: ﴿ وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين﴾ الأنبياء: 85.
نهى إدريس المفسدين في الأرض عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث، فأطاعه أقلهم، وخالفه جُلّْهم، فرحل ومن معه إلى مصر، وأقام فيها يدعو الناس إلى الإيمان بالله وطاعته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمعلومات المتوافرة عن نبي الله إدريس يسيرة، وأكثر ما كتب عنه لا يُطمأنُّ إلى صحته، ولا يُعَوَّلُ عليه. وما يضيفه كُتَّابُ العرب إلى إدريس إنما يرجع بنوع خاص إلى مصادر يهودية متأخرة غير موثوق بها. ويبدو إدريس، عليه السلام، في المصنفات الإسلامية ملهمًا بالعلوم والفنون، فقد ذُكر أنه أول من خط بالقلم، وأول من حاك الثياب وارتداها وكان الإنسان قبله يرتدي الجلود. وكان كذلك أول من عرف الطب ونظر في علم النجوم وحساب السنين والأيام.
ومن جهة النبوة، كان أول من نزل عليه جبريل بالوحي. ويروى أن ثلاثين صحيفة أوحيت إليه على هذا المنوال، وقيل: سمي بإدريس لغزارة علمه بما نزل من الوحي، وهو علم توصل إليه بالدرس، وإن كان الإمام البيضاوي أنكر اشتقاق إدريس من الدرس.