الرئيسيةبحث

صالح عليه السلام ( Salih )



صالح عليه السلام نبي أرسل لقوم ثمود. طلب من قومه أن يستمعوا إليه، وأن يعبدوا الله الذي لا إله غيره، وناشدهم أن يذكروا آلاء الله، وقال لهم إنه لايسألهم على ذلك أجرًا، ولكنهم أعرضوا عنه في جفاء، ورموه بأنه من المسحَّرين.

مساكن قوم صالح:

بنيت مساكن ثمود بالحِجْر، وتقع بين الحجاز والشام، شمالي وادي القرى. ولاتزال أطلالها قائمة، وهي قبور تضم بقايا عظام آدمية نحتت من صخور العلا.

أصولهم:

يجمع المؤرخون المسلمون على أن الثموديين عرب، بل ويكادون يتفقون على أنهم من العرب العاربة. ثم يذهبون بعد ذلك مذاهب شتى: حيث يرى فريق منهم أنهم بقية من قوم عاد، ويرى آخرون أنهم بقية من العماليق، ويرى فريق ثالث أنهم عرب جنوبيون هاجروا إلى شمال غربي الجزيرة العربية.

زمانهم:

لايوجد دليل مؤكد على الوقت الذي عاش فيه الثموديون، لكن بعض المؤرخين يقولون: إنهم ربما وجدوا بين أوائل الألف الأولى قبل الميلاد، إلى القرن الخامس الميلادي.

ثقافتهم:

تدل الكتابات الثمودية على أن قوم ثمود كانوا أقرب إلى أهل الحضر منهم إلى أهل الوبر. فلهم مواطن استقرار ومعابد. وكانوا يعملون بالزراعة، والصيد الذي مارسه سكان مَدْيَن بصفة خاصة. وبعضهم كانوا من البدو الرحل، ومنهم من اشتغل بالتجارة، وبعضهم عمل بتجارة القوافل. ومعظم قوم ثمود كانوا يعرفون القراءة. أما دينهم فكان عبادة الأصنام.

ويذكر ابن الأثير أن الله أطال أعمارهم، حتى إن أحدهم كان يبني بيته من المدر (الطين المتماسك) فينهدم وهو حي. فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتـًا فارهين، فنحتوها، وكانوا في سعة من العيش.

وروى البخارى رحمه الله في صحيحه أن النبي ﷺ لما مرّ بالحجر قال: (لاتدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم) ثم تقنَّع بردائه وهو على الرَّحل.

معجزة صالح:

سأل قوم صالح نبيهم أن يأتيهم بآية، واقترحوا عليه أن يخرج لهم من صخرة صماء ـ عينوها ـ ناقة عشراء تمخض. فأخذ عليهم العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم ليؤمنن به وليتبعنُّه. ثم قام إلى صلاته ودعا الله عز وجل، فتحركت تلك الصخرة ثم انصدعت عن الناقة، يتحرك جنينها بين جنبيها، كما سألوا.

وأقامت الناقة وفصيلها، بعدما وضعته بين أظهرهم مدة تشرب من بئرهم يومـًا، ويشربون لبنها يومـًا، كما قال تعالى: ﴿هذه ناقة لها شِرب، ولكم شِرب يوم معلوم﴾ الشعراء: 155.

فلما طال عليهم الأمر، واشتد تكذيبهم لنبي الله صالح عليه السلام عزموا على قتلها ليستأثروا بالماء كل يوم. وقد روي أن الذي قتلها طاف على قومه ليعلم رضاهم، فوافقوه، لذلك أسند القتل إلى قوم صالح كما في قوله تعالى: ﴿ فعقروا الناقة﴾ الأعراف: 77.

وقد جاء ذكر الناقة في المواضع التالية من القرآن الكريم: (الأعراف: 73 ـ 77)، (هود: 61 ـ 68)، (الشعراء: 141 ـ 159)، (القمر: 23 ـ 31)، (الشمس: 11 ـ 15).

دعوة صالح:

يخرج المتأمل في قصة صالح عليه السلام كما وردت في المواضع المختلفة من القرآن الكريم بالنتائج التالية:

1- دعوة صالح ـ عليه السلام ـ لقومه إلى التوحيد، ونبذ مايعبدون من دون الله، ونهيهم عن الإفساد، وبين لهم أنّه لا يطلب على دعوته لهم إلى الخير أجرًا. 2- بينة الناقة، وتحذيرهم من إيذائها، وتهديدهم بالعذاب إن فعلوا. 3-التذكير بنعم الله وآلائه، ومنها: أنه جعلهم خلفاء قوم عاد، وبوأهم الأرض يبنون فيها البيوت والقصور، وجعل لهم الجنات والعيون والنخيل. 4- موقف الملأ من الدعوة: استكبار على المؤمنين المستضعفين، وكُفْر برسالة صالح عليه السلام، واستهزاء به، واتهامه أنه مسحور، وأنه كذاب أشِر، وأنه بشر مثلهم فلا يستحق النبوة. 5- عقر الناقة، وتحديهم نبيهم. 6- وقوع العذاب بالكافرين (بالرجفة والصيحة والصاعقة). 7- نجاة المؤمنين. 8- بقاء بيوت الظالمين خاوية، لتكون آية وعبرة للمعتبرين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية