الرئيسيةبحث

الأعلم الشنتمري ( al- A'lam ash- Shantamri )


الأعلم الشنتمري ( 410 - 476هـ، 1019- 1083م). أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى، المعروف بالأعلم الشنتمري. عالم لغوي وراوية مشهور ونحوي كبير من علماء الأندلس، والأعلم لقبه ؛ لقب به لأنه كان مشقوق الشفة العليا شقاً واسعاً. أما الشنتمري فهي نسبة إلى موطنه الذي ولد فيه شنتمريَّة (بالبرتغال الآن) وهي مدينة تقع على البحر فيما بين شلب وإشبيليا غربي الأندلس ولعله تلقى تعليمه الأول في بلده الذي ولد فيه ¸شنتمريّة·. وفي سنة 433هـ، رحل إلى قرطبة وأخذ عن علمائها ماتميز به فيما بعد من علم النحو واللغة ورواية الأشعار. وبعد ذلك رحل إلى شلب، وتولى التدريس فيها. وممن درس عليه فيها الوزير محمد بن عمار وهو صغير السن. ثم غادر شلب متجهاً إلى إشبيليا، وكانت يومذاك مدينة حضارة وموطن العلم والعلماء. وفيها التحق ببلاط المعتضد بن عباد الذي احتفى بالعلم والعلماء، وعني بالآداب، فآثر به المعتضد ولده. فصار معلمًا لولد المعتضد وكذلك فعل ابنه المعتمد مع الأعلم فجعله مدرسًا لولده، ولم يغادر الأعلم آل عباد إلى أن مات بإشبيليا. وقد كف بصره في آخر حياته.

تقتصر مصادر ترجمته على ذكر ثلاثة من شيوخه الذين أخذ عنهم بقرطبة، حيث درس عليهم كمًا هائلاً من كتب اللغة والنحو، ككتاب سيبويه ؛ كتاب أبنية كتاب سيبويه للزبيدي ؛ الكامل، والغريب المصنف ؛ لحن العامة ؛ نوادر القالي ؛ إصلاح المنطق، والألفاظ لابن السكيت، والأمثال لأبي عبيد الحراني، وأدب الكاتب، وشعر الشعراء الستة، وغير ذلك.

وقد بلغ من علو منزلته أنه ساعد شيخه ابن الإفليلي في شرح شعر المتنبي. وبعد نضجه واشتداد عوده تصدَّر للتدريس، وأخذ عنه علماء أجلاء ورووا عنه مروياته عن شيوخه، وقد تميز بالحفظ والضبط وفقه اللغة والأشعار، وإتقان الرواية والبصيرة بشواهد النحو.

تميز بكثرة رواية دواوين الشعر وكتب اللغة والنحو، وكان يذكر سلسلة روايته عن شيوخه كاملة. وللأعلم أشعار سجّل في بعضها اعترافه بفضل آل عباد عليه.

ومن مؤلفات الأعلم: النكت في تفسير كتاب سيبويه ؛ تحصيل عين الذهب ؛ شرح فيه شواهد كتاب سيبويه، وشرح أشعار الشعراء الستة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية