ابن الطيب الفاسي ( ibn- at- Tayyib al- Fasi )
ابن الطَّيِّب الفاسي (1110-1170هـ، 1698- 1757م). أبو عبدالله محمد بن الطيب بن محمد الشرقي الفاسي، ولقبه شمس الدين، وشهرته ابن الطيب. والشرقي، نسبة إلى موطنه الأصلي شراقة، بالقاف، بلدة على مرحلة من فاس، وبعض المصادر تجعله الشركي بالكاف نسبة إلى شراكة، ومرد ذلك للنطق، لما بين الحرفين من تقارب.
ولد بفاس ونشأ فيها وأخذ عن عدد كبير من العلماء في المغرب، وروى عن بعض علماء المشرق، وتذكر بعض المصادر أنه أخذ عن مائة وثمانين شيخًا أو يزيدون. منهم والده، ومحمد بن محمد المسناوي، ومحمد بن عبدالقادر الفاسي، وأعلى مشايخه من المغاربة، الشيخ أبوالعباس بن ناصر الدرعي، والمعمر أبو إسحاق إبراهيم السباعي، ومن شيوخه عمته الشيخة زهرة بنت محمد التي روى عنها روايتها عن زوجها أبي علي اليوسي بأسانيده.
تلقى عن مشايخ كثيرين، وبرع في علوم كثيرة كالفقه والحديث والأصول والتاريخ وعلوم اللغة العربية وآدابها، وصار إمامًا في هذه العلوم. وكثرت رحلاته في طلب العلم ونشره. رحل إلى بلاد الروم من الطريق الشامي، ورجع منها على الطريق المصري، وأخذ عنه في الشام ومصر خلق كثير جدًا. وأقام بمكة المكرمة سنتين، واستقر في المدينة المنورة، وفيها مات ودفن .وانتفع به كثير من طلاب العلم .
تميّز ابن الطيب وشاعت شهرته. وقد جمع عدة فهارس ومسلسلات، وزادت مؤلفاته على خمسين مؤلفاً، منها : حاشية على القاموس ؛ حاشية على شرح القسطلاني لصحيح البخاري وشرح شواهد الكشَّاف ؛ حاشية على المطول ؛ حاشية على المزهر للسيوطي ؛ الأزهار الندية في التاريخ ؛ شرح كافية ابن مالك ؛ شرح نظم فصيح ثعلب.