ابن الشجري، أبو السعادات ( ibn- ash- Shajari, A. S: )
ابن الشَّجَري، أبو السَّعادات (450-542هـ، 1058-1148م). الشريف ضياء الدين هبة الله بن علي، لغوي ونحوي وشاعر. يرجع نسبه إلى علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وذكر ياقوت الحموي أنه نسب إلى بيت الشجري من قبل أمه، وقيل: نسبة إلى شجرة، قرية من أعمال المدينة، وشجرة أيضًا اسم رجل، وقد سمَّت به العرب، فلعل أحد أجداده اسمه شجرة. ولد الشيخ ببغداد، وكان والده نقيبًا للطالبيين بالكرخ. ومات ببغداد أيضًا، وعاصر ستة من خلفاء بني العباس، أولهم: القائم بأمر الله (ت467هـ) وآخرهم: المقتفي لأمر الله (ت555هـ). وولي نقابة الطالبيين بالكرخ نيابة عن والده. وقدتميز العصر السلجوقي الذي عاش فيه ابن الشجري، بكثرة المدارس النّظامية التي تنافس السلاطين في بنائها إلى جانب التعليم في حلقات العلم في المسجد، ومن تلك المدارس المدرسة النظامية التي بناها نظام المُلْك ببغداد سنة 457هـ. وقد أفاد ابن الشجري من هذه المدارس وأعلام تلك الحقبة من أمثال: ابن طباطبا العلوي (ت 478هـ)، وعلي بن فضال المجاشعي (ت 479هـ)، وأبي الحسين الصيرفي (ت 500هـ)، والخطيب التبريزي (ت 502هـ) وغيرهم من مشايخ ذلك العصر. كما أنه انتفع به خلق كثير، من أبرزهم السمعاني مؤلف كتاب الأنساب، وابن الخشاب صاحب كتاب المرتجل، وأبو البركات الأنباري صاحب كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف.
كثر الثناء على ابن الشجري في كتب التراجم ووصفته بغزارة العلم وحسن الخلق وأنه كان ذا سمت حسن ووقار، لا يكاد يتكلم بكلمة إلا تتضمن أدب نفس وأدب درس. حاز قصب السبق في النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها، وله أدب جم وشعر حسن.
ومما يدل على منزلة ابن الشجري في العلم شهادة معاصره الزمخشري له بذلك عندما اجتمع به مستشهدًا بقول الرسول ﷺ في زيد الخيل: (بل أنت زيد الخير، ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة، غيرك ).
ولابن الشجري مؤلفات نفيسة أشهرها وأهمها كتابه: الأمالي الذي قال عنه تلميذه أبو البركات الأنباري : ¸وهو كتاب نفيس، كثير الفائدة، يشتمل على فنون من علم الأدب· ولاشك في أن أبا البركات الأنباري اعتمد عليه اعتمادًا قويًا في كتابه الإنصاف في مسائل الخلاف. ومن مؤلفاته الحماسة الشجرية ؛ مختارات أشعار العرب. ★ تَصَفح: الشعر.