الرئيسيةبحث

ابن السراج، أبو بكر ( ibn- as- Sarraj, A. B: )


ابن السَّرّاج، أبو بكر (- 316هـ، -928م). أبو بكر محمد بن السري بن سهل السراج. نشأ في بغداد، ولازم أبا العباس المُبرِّد (ت 285هـ) الذي انتهت إليه إمامة نحاة البصرة في زمنه، وقرأ عليه كتاب سيبويه، وأخذ عنه العلم والأدب، وكان المبِّرد يقربه ويميل إليه، ويهتم به، ولم تشر كتب التراجم إلى تلقيه على غير أبي العباس المُبرِّد إلا أنها تسوق حادثة له مع أبي إسحاق الزجّاج (ت 311هـ) وذلك أن ابن السَّراج حضر عند الزجّاج مسلمًا بعد موت شيخه المُبرِّد: فسأل رجل الزجّاج عن مسألة، فقال لابن السراج أجبه يا أبا بكر، فأجابه فأخطأ، فانتهره الزجّاج وقال: والله لوكنت في منزلي لضربتك، ولكن المجلس لا يحتمل ذلك، وقد كنا نشبهك في الذكاء والفطنة بالحسن ابن رجاء، وأنت تخطئ في مثل هذا! فقال: قد ضربتني يا أبا إسحاق وأدبتني وأنا تارك مادرست مذ قرأت الكتاب ؛ لأني شغلت عنه بالمنطق والموسيقى وأنا أعاود. ثم رجع إلى كتاب سيبويه ونظر في دقائقه، وعول على مسائل الأخفش والكوفيين، وخالف بعض أصول أصحابه البصريين في مسائل كثيرة وصنف الكتب.

وانتهت إليه الرياسة بعد موت الزجّاج. وكان لابن السراج ولع بالموسيقى وعلم المنطق إلى جانب علوم العربية، وكان يجتمع بالفارابي، ليفيد منه في علم المنطق، ويفيده في صناعة النحو، وكان أديبًا شاعرًا عالمًا بوجوه القراءات التي ألف فيها كتابه: احتجاج القراء، وقد أفاد منه تلميذه أبو علي الفارسي (ت 377هـ) في كتابه الحجة، وكانت علاقته بالمقرئ أبي بكر بن مجاهد قوية جدًا. وقد أخذ عنه جماعة من أبرز علماء القرن الرابع الهجري. توفي ببغداد، وفيها دفن.

وله مؤلفات كثيرة أشهرها: الأصول في النحو ؛ الموجز في النحو أيضًا ؛ كتاب الهجاء أو الخط ؛ احتجاج القراء ؛ الاشتقاق، وكتاب العروض.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية