الرئيسيةبحث

ابن الحاجب، جمال الدين ( ibn- al- Hajib, J: )


ابن الحاجب، جمال الدين. (570-646هـ ، 1174-1248م). أبو عمرو عثمان بن عمر الكردي الدوني صاحب الكافية الشهيرة في النحو. ويعرف بجمال الدين بن الحاجب ؛ لأن والده كان حاجبًا للأمير عزالدين موسك الصلاحي.

وُلِدَ الشيخ عثمان بن عمر في إسنا من صعيد مصر. وانتقل في صغره إلى القاهرة، واشتغل بالقرآن الكريم وحفظه، ثم تفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، وجدَّ في تعلم علوم اللغة العربية، وقد برع وأتقن علوم الدين والعربية، وصار إمامًا في ذلك كله. ألف في الفقه وأصوله مؤلفات يعول العلماء عليها، وعني بالقراءات عناية فائقة، تلقاها عن شيوخ القراء في عصره، كالشاطبي (ت590هـ)، وأبي الفضل الغزنوي (ت599هـ)، وأبي الجود اللخمي (ت605هـ) وبرع في علمي النحو والتصريف وألف فيهما، وأفاد منه خلق كثير.

ذكر أبو الفدا أن مقدمته في النحو الكافية ومختصره في الأصول الذي اختصر فيه كتاب الإحكام في أصول الأحكام للآمدي طبق ذكرهما الآفاق خصوصًا بلاد العجم، وأكب الناس على الاشتغال بهما.

تصدر ابن الحاجب للتدريس بالقاهرة في المدرسة الفاضلية، ورحل إلى دمشق وتصدر للتدريس فيها بالجامع في زاوية المالكية، وانتفع به خلق كثير في القراءات والعربية. واستوطن القدس وأملى بها كما يظهر من أماليه. ورحل إلى الكرك (بالأردن حاليًا) سنة 633هـ معلمًا لملكها الناصر داود، وقد قرأ الناصر الكافية على ابن الحاجب، ثمّ نظم له ابن الحاجب الكافية، وشرح هذا النظم نزولاً على رغبته.

وقف في الكرك إلى جانب الشيخ العز بن عبدالسلام وآزره في مواقفه التي منها إنكاره على الصالح إسماعيل بن أبي الجيش صاحب دمشق سوء السيرة والتقاعس عن قتال الصليبيين، وعقده صلحًا معهم، فأمرهما صاحب دمشق بالخروج من بلده، فخرجا متجهين إلى مصر سنة 638هـ. فاستوطن القاهرة، وتصدر للتدريس بالمدرسة الفاضلية مكان شيخه الشاطبي، وقصده الطلاب من كل مكان، ثم انتقل في أواخر حياته إلى الإسكندرية، ولم يطل مكثه فيها، فقد وافاه الأجل ودفن هناك.

أما مؤلفاته في النحو والأصول وغيرهما فقد احتفى الناس بها وأكثروا من الشروح عليها، وأبرز كتبه: المقدمة النحوية المعروفة بالكافية. وعليها شروح وحواش، ونظمها قوم واختصرها آخرون، وتُرجمت إلى لغات أخرى، وبلغت شروحها وحواشيها وما أعد عليها مايربو على 170 عملاً. وعمل مقدمة أخرى في التصريف سماها الشافية، وله الأمالي النحوية، القسم الأول منه إملاء على آيات من القرآن الكريم، وبقيته أمال متنوعة وهو من أفضل ما ألّف. وشَرَح مُفصَّل الزمخشري بكتاب سماه الإيضاح في شرح المفصل، وله المختصر الأصولي، في أصول الفقه، وله مؤلفات أخرى كثيرة، وشرح كثيرًا من الكتب والمتون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية