الرئيسيةبحث

ابن طولون، أحمد ( ibn- Tulun, A: )


ابن طولون، أحمد (220 - 270هـ ، 835 - 883م). أحمد بن طولون تُنسب إليه الدولة الطولونية بمصر خلال الفترة (254 - 293هـ ، 868 - 905م). ولد بمدينة سامراء على عهد الخليفة المعتصم العباسي، ونشأ نشأة عسكرية، ودرس العلوم الدينية في بغداد وطرسوس. كان أبوه طولون مملوكًا تركيًا أرسله حاكم بخارى هدية إلى الخليفة العباسي المأمون. وظل يرتقي في المناصب، حتى عينه الخليفة رئيسًا لحرَّاسه.

عين الخليفة العباسي المتوكل الأمير بايكباك (بقبق) واليًا على مصر سنة 254هـ، 868م، وكان من عادة هؤلاء الولاة أن يبقوا في مركز الخلافة، وينيبوا عنهم من يذهب إلى الولايات لإدارة شؤونها، فأناب بايكباك عنه أحمد بن طولون ليحكم جزءًا من مصر لمعرفته به، كما تزوج أمه بعد وفاة أبيه طولون. وكان على الإسكندرية إسحاق بن دينار، وعلى القضاء بكار بن قتيبة، وعلى البريد سقير الخادم، وعلى خراج مصر كلها أحمد بن المدبر.

أظهر أحمد بن طولون براعة وحسن إدارة في ولايته مصر، مما جعل الناس يلتفّون حوله، فساعده هذا على النهوض بمصر. وتغلب على الصعاب التي واجهته. وكان من أبرزها: 1- كانت سلطاته محدودة، ويحكم باسم الأمير بايكباك الذي يمكنه عزله إذا لم يحز رضاه، وكان له منافسون أخطرهم ابن المدبر، الذي كان يطمع في ولاية مصر، فبدأ يحيك الدسائس لابن طولون عند الخليفة. 2- كانت الفتن والثورات مشتعلة في عهده بمصر من قبل الخوارج والعلويين، فأثَّر ذلك في الحالة الاقتصادية.

أعانت الظروف ابن طولون لتصفو له مصر. فقد قُتل بايكباك، وأُسندت ولاية مصر إلى يارجوخ الذي كان بينه وبين ابن طولون مودة ومصاهرة، فأقره على مافي يده، وزاد في سلطته بأن استخلفه على مصر كلها وتابعتها برقة، ونقل ابن المدبر إلى خراج دمشق وفلسطين والأردن عام 257هـ، 870م. توطدت أقدامه بمصر وأصبح يحكمها من قبل الخليفة مباشرة. واستولى على البريد، وقلّده الخليفة خراج مصر سنة 263هـ، 876م، وولاه الثغور الشامية. وبذلك أصبحت كل مصر في يده: الإدارة المالية والحرب والقضاء والبريد. ثم أخذ في بناء مؤسسات الدولة ومرافقها الأساسية، وقضى على الفتن الداخلية. وكون جيشًا وأسطولاً قويًا للدفاع عن ملكه، فأكثر من شراء العبيد واستخدام المرتزقة.

أراد الموفق أخو الخليفة وولي عهده أن يعيد للخلافة قبضتها على الولايات، لذا دخل في صراع مع ابن طولون، وكادت الحرب تقع بينهما لولا انشغال الخلافة بثورة الزنج بالبصرة والأهواز. واستطاع ابن طولون حصر الصراع في نطاق ضيق، وذلك بأن وطد صلاته مع الخليفة، وأعلن نفسه مدافعًا عن الخلافة.

وزاد في توسيع ملكه بأن ضم إليه الشام بالقوة بعد موت واليها ماجور، وانتصر على الروم، وخشي بأسه الروم، فترضَّوه بالهدايا.

ومن أبرز آثاره الحضارية بمصر: مدينة القطائع التي بناها لعسكره شمالي الفسطاط، وجامع ابن طولون. وبنى مستشفى كبيرًا.

توفي بمصر، ودفن بالمقطم، وخلفه ابنه خمارويه.

★ تَصَفح أيضًا: مصر، تاريخ ؛ العباسية، الدولة ؛ خمارويه.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية