عبد الحميد الثاني ( Abd- al- Hamid II )
عبد الحميد الثاني (1259 - 1327هـ ، 1843 - 1909م). السلطان عبدالحميد الثاني بن السلطان عبدالمجيد، أحد سلاطين الدولة العثمانية. ولد بإسلامبول (إسطنبول). وتولى السلطة بعد عزل أخيه السلطان مراد الخامس عام 1293هـ - 1876م، وكانت الدولة حينذاك على حافة الهاوية، تتهددها المخاطر من كل جانب، لاسيما فتن القوميات التي هددت الدولة بالتفتت، وتفاقم أزمة الديون، وضعف الجيش.
كان من أبرز مجهودات السلطان عبدالحميد في مواجهة هذه المخاطر: 1- الدعوة إلي وحدة المسلمين تحت ما سمّاه الجامعة الإسلامية لمواجهة الأعداء المتربصين بهم. 2- رفض كل إغراءات اليهود والصهاينة في تقديم المساعدات الفنية والمادية لدولته مقابل أن يسمح لهم بالهجرة إلى فلسطين. ولم تخدعه كل الوسائل والأساليب التي استخدموها للوصول إلى أهدافهم البعيدة. 3- أراد ربط العالم الإسلامي بشبكة من السكك الحديدية لتحقيق الوحدة الاندماجية بين شعوبه. فبدأ بمشروع سكة حديد الحجاز الذي تم إنجازه حتى المدينة المنورة عام (1318 - 1326هـ ، 1900 - 1908م) وهو المشروع الذي دمره الإنجليز في الحرب العالمية الأولى، خشية أن يستخدمه العثمانيون في تحركاتهم العسكرية ضد الحلفاء. وعمل اليهود بصفة عامة ويهود الدونمة بصفة خاصة مع دعاة القومية الطورانية في التخطيط لإزاحة السلطان عبدالحميد لمواقفه المعروفة منهم، ونجحوا في هذا عام 1327هـ - 1909م، ونصَّبوا مكانه أخاه محمد رشاد، لمطاوعته لهم.
وعلى الرغم من ضعف الدولة في عهودها الأخيرة، إلا أن عبدالحميد استطاع أن يقدم خدمات جليلة لبلاده. فقد حفظ الدولة بعد الحرب الروسية التركية من أن تفقد المزيد من أراضيها في أوروبا طوال حكمه. وأخمد تمرد كريت. وهزم اليونان حينما تدخلت لدعمها. وقام بإنشاء دار العلوم السياسية والجامعة بكافة فروعها ودور المعلمين والمعلمات ومدارس اللغات ومدرسة الفنون النسوية والمدارس الإعدادية والثانوية في الولايات والعاصمة. وافتتح متحف الآثار الشرقية والمتحف العسكري ومكتبة بايزيد ومكتبة يلدز ومدرسة الطب وثانوية حيدر باشا. وأسس مستشفى الأطفال ودار العجزة من ماله الخاص، وأنشأ مركز البريد. ومد أنابيب مياه الشرب للعاصمة. وأنشأ دار النفوس العامة والغرف الزراعية والتجارية والصناعية ومعمل الخزف. وقام بعدة إصلاحات في الولايات المختلفة.
نفي إلى سلانيك تحت حراسة أفراد من جمعية الاتحاد والترقي سنة 1328هـ - 1910م، ثم أعيد إلى إسطنبول ليبقى سجينًا في قصره إلى أن توفي.
★ تَصَفح أيضًا: العثمانية، الدولة.