علي مبارك ( Ali Mubark )
علي مُبارك (1239-1311هـ، 1822-1892م). مهندس وعالم ومفكر مصري كبير، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث. وُلِدَ بإحدى قرى الدقهلية، ودرس بمدرسة المهندسخانة.
أرسله محمد علي والي مصر إلى فرنسا عام 1844م للدراسة، ثم عاد إلى مصر. أنعم عليه محمد علي برتبة يوزباشي ـ رتبة عسكرية ـ وألحقه بالجيش المصري. أوعز إليه عباس باشا بتنظيم المدارس في مصر، وأنعم عليه برتبة أميرالاي، وكان في أثناء ذلك يؤلف الكتب الدراسية.
أُرسل في عهد سعيد باشا مع الحملة التي سارت لمحاربة روسيا عام 1853م، وعندما عاد عُيِّن معاونًا في نظارة الجهادية ـ وزارة الدفاع ـ حيث ألف كتبًا كثيرة منها: تقريب الهندسة ؛ الاستحكامات ؛ تذكرة المهندسين.
عينه الخديوي إسماعيل في نظارة القناطر الخيرية، فأجرى فيها عدة إصلاحات، ثم أرسله إلى باريس في مهمة مالية، وبعد عودته أنعم عليه برتبة ميرميران وأضيفت إلى مهامه إدارة السكك الحديدية المصرية، وإدارة ديوان المدارس، وديوان الأشغال المصرية، ونظارة الأوقاف.
سعى إلى إنشاء دار الكتب المصرية، وأنشأ كثيرًا من المدارس، وأنشأ كذلك مدرسة دار العلوم. وأنشأ معرضًا للآلات الطبيعية وأدوات العلوم الرياضية. نظَّم شوارع القاهرة وميادينها، وبنى جسر قصر النيل، وفتح قناة السويس رسميًا، ودعا الملوك لحضور الاحتفال. أهدي إليه بعد الاحتفال نيشان جران كورذة من النمسا، ونيشان كوماندور من فرنسا ونيشان الفران كوردن من روسيا، وبقيت بعد ذلك إدارة قناة السويس بيده حتى عام 1871م.
عُين علي مبارك ناظرًا للمكتبات الأهلية، ووكيلاً لديوان الأشغال، ثم شغل عدة مناصب أخرى حتى عام 1877م. عُيِّن ناظرًا للمعارف والأوقاف، فبذل جهودًا كبيرة فيهما. ولما انتهت الثورة العرابية بالاحتلال الإنجليزي عام 1882م عاد اهتمامه بالري وإقامة الجسور وحفر القنوات وتوزيع المياه. ثم رجع مرة أخرى إلى وزارة المعارف وأجرى فيها إصلاحات جمّة، ثم اعتزل الأعمال. وله مؤلفات أخرى منها: الخطط التوفيقية ؛ علم الدين، وغيرهما.