طرفة بن العبد ( Tarafah ibn- al- 'Abd )
طَرَفَة بن العَبْد ( 86- 60 ق.هـ، 538- 564م). طرفة بن العبد بن سفيان البكري، ينتهي نسبه إلى قيس بن ثعلبة أحد فروع قبائل بكر بن وائل، جاهلي من شعراء المعلقات. كان قومه يعيشون في البحرين على الخليج العربي، وطرفة لقبه الذي به اشتهر.
وينحدر طرفة من أسرة شِعْر فأبوه أخ للمرقِِّّش الأصغر، وابن أخ للمرقش الأكبر. أما أمه فهي وردة بنت قتادة، أخت الشاعر المتلمِّس، وله من أمه أخت شاعرة هي الخرْنق بنت بدر من بني ضُبيعة. وكان لطرفة أخ شقيق اسمه مَعْبد وابن عم اسمه مالك، ولم تكن صلته بهما حسنة. تُوفي أبوه وهو صغير، وعانى طرفة مع أمه من ظلم أعمامه، فقد منعوهما نصيبهما من إرث أبيه، فكان لذلك أثر شديد في نفسه ظهر بوضوح في شعره.
واختُلف في كنيته، أهي أبو عمرو أم أبو إسحاق أم أبوسعد. وكان أحدث الشعراء سنًا وأقلهم عمرًا، فقد قتل وهو ابن عشرين سنة، لذا يقال له: ابن العشرين. ويقال إنه توفي عن ست وعشرين سنة. فقد قتل في عهد عمرو بن هند الذي تولّى مُلك الحيرة من سنة 554 إلى سنة 568م. ويجمع المؤرخون على أن طرفة قد اتصل بعمرو بن هند وأن هذه الصلة كانت سببًا في قتله، ويعللون ذلك بأسباب مختلفة. ويُستفاد من شعره أن قومه قد أنكروا عليه إسرافه في اللهو وإتلافه الطارف والتليد من أمواله وأموال أقاربه على شهواته وملذاته، فتجنبته العشيرة وقاطعته، ولكنه لم يحفل بذلك، وأخذ يتنقل في أحياء العرب لا أنيس له سوى ناقته التي أطنب في وصفها على نحو لم يُسبَق إليه في الشعر العربي، كما ورد في معلقته التي مطلعها:
|
وتقول الأبيات التي وصف فيها ناقته:
|
كما يتحدث في معلقته عن فلسفته في الحياة ومنهجه في العيش فيقول:
|
وأما البيتان الأخيران من المعلقة فقد صارا مضرب المثل:
|
ويُعَدُّ طرفة، على حداثة سنه وقلة شعره، من كبار شعراء العصر الجاهلي، فقد تبوأ منزلة عالية في عالم الشعر نوّه بها القدماء، وأشادوا بصاحبها. وقد صنَّفه ابن سلام مع شعراء الطبقة الرابعة من فحول الجاهليين ؛ مع عبيد بن الأبرص، وعلقمة بن عَبَدَة، وعدي بن زيد. ثم أكد أن موضعهم مع الأوائل وإنما أخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة.
★ تَصَفح أيضًا: الشعر ؛ العربي، الأدب.