الرئيسيةبحث

الشريف الرضي ( ash- Sharif ar-Radi )


الشريف الرضي (359 - 406هـ ، 970 - 1016م). أبوالحسن محمد بن طاهر. من شعراء الشيعة بالعراق في القرن الرابع الهجري. لُقِّبَ بالشريف الرضي الموسوي، لأن نسبه ينتهي إلى موسى الكاظم، ومنه إلى الحسين بن علي. كما أن والده كان نقيب الأشراف الطالبيين على عهده، ثم آلت هذه النقابة إلى الشريف الرضي نفسه في عام 388هـ ووالده مازال حيًا. وأما أخوه فهو الشريف المرتضي الذي يكبر الرضي بنحو أربع سنوات.

اشتهر الشريف الرضي بالإبداع الشعري والتأليف الأدبي. فأما الشعر فقد تفتحت له قريحته بعد سن العاشرة بقليل، ثم ما لبث أن تفوق وذاعت شهرته فيه. وكان شديد التأثر بأبي الطيب المتنبي، حتى يمكن أن يُعدَّ تلميذًا نابهًا في مدرسته. وقد أثنى عليه صاحب اليتيمة فقال عنه: "لو قلت إنه أشعر قريشٍ لم أبعد عن الصدق".

تكاد الصورة النفسية في شعر الرضي تتطابق مع مثيلتها في أشعار أبي الطيب، من حيث الطموح إلى المعالي، وعلو الهمة، والجرأة في المجاهرة بالرأي، والميل إلى الشكوى من الزمان، مع النزوع إلى الحكمة.

وقد عرف الشريف الرضي بمراثيه، إذ مضى يرثي أبويه، وشيوخه وطائفة من أصدقائه، بما يشف عن وفائه لهم. كما مضى ـ على عادة أبناء طائفته ـ يرثي الإمام الحسين رضي الله عنه.

يبرز نشاطه في التأليف ما ناله من العلم الوفير على أيدي العلماء من المفسرين واللغويين والنحاة، فضلاً عن الفقهاء وعلماء الاعتزال. ومن أشهر تآليفه: نهج البلاغة في كلام الإمام علي رضي الله عنه ؛ كتاب تلخيص البيان في مجازات القرآن ؛ كتاب حقائق التأويل في متشابه التنزيل ؛ كتاب المجازات النبوية ؛ أخبار قضاة بغداد ؛ شعر ابن الحجاج. ومن تآليفه أيضًا سيرة والده ثم ديوان رسائله.

من أشهر قصائده الغزلية قوله :

ياظبية البان ترعى في خمائله ليهنك اليوم أن القلب مرعاكِ
الماء عندك مبذول لشاربه وليس يرويك إلاّ مدمعُ الباكي
سهم أصَابَ وراميه بذي سَلَم من بالعراق لقد أبعدت مرماكِ
حكت لحاظكِ مافي الرِّيم من مُلح يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
أنت النعيم لقلبي والجحيم له فما أمرَّكِ في قلبي وأحلاكِ

المصدر: الموسوعة العربية العالمية