ابن خالويه ( ibn- Khalawayh )
ابن خالَوَيْه ( - 370هـ، - 980م). الحسين ابن أحمد بن حمدان بن خالويه، أبو عبدالله الهمذاني، الإمام النحوي اللغوي المقرئ المفسر، المعروف بذي النونين، وهما نون (الحسين) ونون (ابن) وقد كان يطولهما جدًا في الكتابة. أصله من همذان، ونشأ ببغداد، واستوطن حلب، وبها كانت خاتمته. وُلِدَ قبل سنة 290هـ، 902م، وكانت له رحلة طويلة من همذان إلى الرّيّ والدِّينَور وبغداد واليمن والشام، وسمع الحديث واللغة والنحو والسير والأخبار.
دخل بغداد سنة 314هـ، 926م، ولقي بها أكابر العلماء في النحو واللغة والقراءة والحديث كأبي بكر بن دُريد، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عمر الزاهد، والقاضي المحاملي، وأبي بكر الصولي، وأبي هاشم الجبّائي، وأبي القاسم البغوي، وابن عقدة، وأبي عبدالله نفطويه، وأبي سعيد السيرافي وجمع من العلماء. وأصبح إمامًا من مشاهير العصر في كل قسم من أقسام العلم والأدب ـ كما يقول الثعالبي ـ وكانت الرحلة إليه من الآفاق. ومن أشهر تلامذته الكاتب أبوبكر الخوارزمي صاحب الرسائل المشهورة، والمعافى بن زكريا النهرواني، وعبدالمنعم بن غلبون، وفارس بن أحمد الضرير أحد شيوخ أبي عمرو الداني وغيرهم.
كان ابن خالويه من المقربين جدًا للأمير سيف الدولة الحمداني، وكان آل حمدان عمومًا يكرمونه ويدرسون عليه ويقتبسون منه. وقد وقعت خصومة بينه وبين المتنبي الشاعر، وأبي علي الفارسي وأبي الطيب اللغوي، وجرت بينهم مجالس مشهورة بحضرة سيف الدولة وغيره.
كان ديِّنًا صدوقًا صاحب سنة، شديد الميل إلى مذهب الشّافعي.
صنَّف ابن خالويه ما يزيد على ستين كتابًا في علوم القرآن والنحو واللّغة وغيرها. طبع منها كتاب ليس في كلام العرب ؛ إعراب ثلاثين سورة من القرآن ؛ الألفات ؛ أسماء الريح ؛ الحجة في القراءات السبع ؛ مختصر في شواذ القرآن ؛ إعراب القراءات السبع وعللها. ومن كتبه المخطوطة: كتاب البديع في القراءات. أما كتبه المفقودة فكثيرة منها: المفيد ؛ النسب ؛ الإيضاح ؛ شرح فصيح ثعلب ؛ أسماء الأسد ؛ المبتدأ في النحو ؛ الأمالي وغيرها.
ولابن خالويه شعر قليل، وكانت وفاته بحلب.