الرئيسيةبحث

ابن خفاجة ( ibn- Khafajah )


ابن خَفَاجة(450 ـ 533هـ، 1058 ـ 1138م). إبراهيم بن أبي الفتح بن عبدالله بن خفاجة الأندلسي، يُكنى أبا إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسين في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ولد بجزيرة شقْر شرقي الأندلس، وفيها قضى معظم شبابه وشيخوخته، وقد تركت الجزيرة بمناظرها الطبيعية الجميلة أثرًا في شاعريته. ★ تَصَفح: الأندلس ؛ الحضارة الإسلامية في الأندلس.

نشأ في أسرةٍ على جانب من اليسار، وكان والده من أعيان المدينة، فعاش في سعة من العيش بسبب ضيعةٍ كان يمتلكها. وتهيأت لابن خفاجة ظروف مواتية سمحت له أن يطلب العلم ويخالط العلماء.

كان شاعرًا وكاتبًا ممتازًا، وكان نزيه النفس لم يتكسب بشعره، ولم يمتدح رجاء الرِّفد. عُرف بالتأنق في مظهره ومطعمه، لم يشتغل بعملٍ ولم يتزوج قط.

ويُعد أديب الأندلس وشاعرها كما وصفه المقَّري في كتابه نفح الطيب. وهو رقيق الشّعر، أنيق الألفاظ مولع بأصباغ البديع ؛ بمحسناته اللفظية والمعنوية.

تفرّد بوصف الطبيعة، وكان أسبق الناس فيها، حتى لقبه أهل الأندلس بالجنّان. وقد رافقته الطبيعة في جميع أغراض شعره ؛ فهو يتحدّث إليها كما يتحدث إلى شخص ذي حياة وحركة.

جمع ابن خفاجة ديوانه بنفسه في حياته، وكتب خطبته التي أبان فيها منهجه في جمع الديوان وطرفاً من آرائه النقدية. وقد قدم لبعض القصائد بمقدمات نثرية، تشف عن أسلوبه النثري الرصين وطريقته الفريدة في الكتابة.

مرّ ابن خفاجة بمرحلتين في حياته: أولاهما مرحلة الترف والشباب والإغراق في الملذات والأخرى مرحلة النضج، وتوجُّس الحياة والخوف من الموت خوفًا مرضيًا، ولذلك أعاد النظر في بعض قصائده الأولى سائلاً الله العفو والغفران.

كتب الشعر في مختلف أغراضه المعروفة، وإن كانت أوصاف الطبيعة هي الغالبة على ديوانه، فإن المدح أقل هذه الأغراض في شعره. كما أن الرثاء ورؤية الموت لهما وقع خاص في نفس ابن خفاجة.

من أكثر قصائده شهرة قصيدة وصف الجبل، وهي تشف عن رؤيته للموت والحياة. ويصور من خلالها كيف أن الجبل يحس السأم لطول بقائه ويتمنى الموت والفناء، على حين أن الإنسان ـ ابن خفاجة ـ يخشى الموت ويتمنى الخلود والبقاء. ويخلص إلى أن لاسبيل إلى تحقيق الأمنيتين.

توفي عن أربعٍ وثمانين سنة، وديوانه محقَّق ومطبوع.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية