الرئيسيةبحث

ابن الدمينة ( ibn- ad- Dumaynah )


ابن الدُّمَيْنَة ( ؟ - 180هـ ، ؟ - 796م). عبدالله ابن عبيدالله، من شعراء الغزل المجيدين. قيل كانت وفاته نحو سنة 130 هـ، 746م، وقيل كانت سنة 180هـ، 796م ؛ اختلف النقاد في عصره، أأموي هو أم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية؟ يكنى أبا السَّري. وقبيلته خثعم من القبائل ذات البأس في الجاهلية. كانت تغير على أحياء العرب، وكانت ممن يحلون الأشهر الحرم، ولايحجون الكعبة ، ولابن الدمينة قصيدة طويلة عدّد فيها أيامهم في الجاهلية. ولعل ابن الدمينة كان له من ذلك نصيب. فقد روي أنه كان ممن يخيف السبيل، وأنه قد أخذ وسجن غير مرة، وقد ذكر في شعره اعتسافه للفيافي.

أما الدمينة فهي أمه، وهي بنت حذيفة، من بني سلول. وهو شاعر بدوي مُجيدٌ عُرف برقة غزله، وكان الناس يغنون بشعره ويَسْتَحْلُونه، بل جل شعره الذي بين أيدينا في الغزل والنسيب، وعرف لدى المتقدمين بأنه أحد من تيَّمهم الحب، حتى عده أبو الطيب الوشاء بين من شهروا بالصبوة والغزل من شعراء العرب. ويشهد شعره أنه كان عاشقاً مولعاً ومغرماً مولهًا. وفي شعره أسماء نساء كُثر شبَّب بهن، كحَمَّاء ، وأميمة، وليلى، وهند، وعصماء، وأم عمرو، ولكن أميمة كانت أكثرهن وروداً في شعره، ولعل من أجود شعره وأرقه القصيدة الدالية المشهورة التي يقول فيها:

ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجدًا على وجد
أ إن هتفت ورقاء في رونق الضحى على فنن غضًّ النبات من الرَّنْد
بكيت كما يبكي الحزين صبابة وذبت من الشوق المبرِّح والصد

وكان العباس بن الأحنف، مع رقة شعره وعذوبته، يترنح طرباً لسماع شعر ابن الدمينة.

مات ابن الدمينة مقتولاً في خبر طويل يكشف جانبًا من مأساة حياته.

ومن رقيق غزله ماتظهره المقطوعة التالية من نزعته القصصية وقدرته الفنية في التصوير والإيحاء بالحالة الشعورية، يقول:

ولمّا لحقنا بالحمول، ودونها خميص الحشا، توهي القميص عواتقه
قليل قذى العينين، يعلم أنه هو الموت إن لم تُلْقَ عنا بوائقه
عرضنا، فسلَّمنا، فسلم كارهًا علينا، وتبريح من الغيظ خانقه
فسايرته مقدار ميل، وليتني بكرهي له مادام حيًا أرافقه
فلما رأت أن لا وصال، وأنه مدى الصرم مضروب علينا سرادقه
رمتني بطرف لوكميًا رمت به لَبَّل نجيعًا نحره وبنائقه
ولمح بعينيها كأن وميضه وميض الحيا، تُهْدَى لنجد شقائقه

المصدر: الموسوعة العربية العالمية