ابن رشيق القيرواني ( ibn- Rashiq al- Qayrawani )
ابن رشيق القيرواني (390 - 456هـ ، 999 - 1063م). أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني. أديب وناقد وشاعر. عاش في القرنين الرابع والخامس الهجريين. ولد بمدينة المسيلة المعروفة بالمحمدية، وتقع على بُعْد عدة أميال من مدينة تونس العاصمة اليوم، وكان والده رشيق مملوكاً روميا لرجل من الأزد، يعمل في صياغة الذهب، وقد علَّم ابنه صنعته ولكن الابن كان يميل إلى الأدب مفضِّلاً أياه على صياغة الذهب. فقد بدأ في نظم الشعر قبل أن يبلغ الحلم، ثم غادر مدينته إلى القيروان عام 406هـ، وكانت القيروان في ذلك الوقت عاصمة لدولة بني زيري الصنهاجيين، وتعج بالعلماء والأدباء، فدرس ابن رشيق النحو والشعر واللغة والعروض والأدب والنقد والبلاغة على عدد من نوابغ عصره، من أمثال أبي عبد الله محمد بن جعفر القزاز وأبي محمد عبد العزيز بن أبي سهل الخشني الضرير وأبي إسحاق الحصري القيرواني.
مدح ابن رشيق حاكم القيروان المعز بن باديس بقصائد حازت إعجابه وكانت سببا في تقريبه له، ثم اتصل برئيس ديوان الإنشاء بالقيروان، أبي الحسن علي بن أبي الرجال الكاتب ومدحه. وألف له كتاب العمدة في محاسن الشعر ونقده وآدابه. وقد ولاه علي بن أبي الرجال شؤون الكتابة المتصـلة بالجيش. وبقي ابن رشيـق في القـيروان إلى أن زحفت عليها بعض القبائل العربية القادمة من المشرق فغادرها إلى مدينة المهدية، حيث أقام فترة في كنف أميرها تميم بن المعز، ولكنه مالبث أن ترك المهدية إلى جزيرة صقلية، حيث أقام بمدينة مازر إلى أن وافته منيته.
ألف ابن رشيق كتباً كثيرة ضاع بعضها ووصل إلينا بعضها. وأشهر مؤلفاته كتاب العمدة في محاسن الشعر ونقده وآدابه الذي سبق ذكره. وهو يقع في جزءين. ويحتوي على خلاصة آراء النقاد الذين سبقوه في النقد الأدبي، كما يحتوي على موضوعات أدبية مهمة. وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات. ومن كتبه المشهورة أيضًا كتاب قُُرَاضَة الذهب في نقد أشعار العرب، وقد طبع أكثر من مرة، وله ديوان شعر جمعه الدكتور عبدالرحمن ياغي. ومن بين كتبه التي لم تصل إلينا: أنموذج الزمان في شعراء القيروان ؛ الشذوذ في اللغة ؛ ساجور الكلب ؛ قطع الأنفاس ؛ سر السرور.