الرئيسيةبحث

مطران، خليل ( Mutran, Kh: )


مطران، خليل (1289 - 1369هـ ، 1872 - 1949م). خليل بن عبده بن يوسف مطران، اشتُهر بخليل مطران. شاعر من دعاة التجديد في الشعر العربي الحديث، وكاتب وصحفي تنقل بين مصر ولبنان، ولقب بشاعر القطرين. وُلد في بعلبك بلبنان، وانتقل إلى بيروت وتتلمذ لخليل اليازجي وأخيه الشيخ إبراهيم.

رحل إلى فرنسا، ثم إلى أمريكا الجنوبية، ثم عاد فقصد مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام لبضع سنين، ثم أنشأ المجلة المصرية وبعدها جريدة الجوائب المصرية التي ناصر بها مصطفى كامل في حركته الوطنية. وصنّف مرآة الأيام في ملخص التاريخ العام واشترك مع حافظ إبراهيم في ترجمة الموجز في علم الاقتصاد عن الفرنسية، في خمسة أجزاء. نقل إلى العربية عدة روايات أشهرها عن الإنجليزية: هاملت ؛ عطيل ؛ تاجر البندقية لشكسبير، ومن الفرنسيه السيد لكورني.

جمع شعره في ديوان قسّمه إلى أربعة أجزاء ـ ديوان الخليل. وألّف كتاب الحكمة للشباب، والإرادة وهو فصول في أدب النفس، ومن ينابيع الحكمة عام 1952م.

عُرف عن مطران إعادة النظر في شعره وإطلاق عواطفه ومشاعره عبر أحاسيس الآخرين ومشاعرهم. وكان من السابقين إلى الدعوة للوحدة العضوية في القصيدة العربية، وفي مقدمة ديوانه نص على مبدأ التجديد في شعره حيث قال: ¸هذا شعر ليس ناظمه بعبده ولاتحمله ضرورات الوزن أو القافية على غير قصده·. ومن أجمل قصائده المساء التي ربط فيها بين مظاهر الطبيعة وحالته الصحية المتردية ورؤيته النفسية الموحشة إذ يقول:-

عَبَثٌ طوافي في البلاد وعلّةٌ في علة منفاي لاستشفاءِ
مُتَفَرِّدٌ بصبابتي مُتَفَرِّدٌ بكآبتي متفرد بعنائي
شاكٍ إلى البحر اضطراب خواطري فيجيبني برياحه الهوجاء
ثاوٍ على صخر أصمّ وليت لي قلبًا كهذي الصخرة الصَّمَّاء
ينتابها موج كموج مكارهي ويفتُّها كالسقم في أعضائي
والبحر خفاق الجوانب ضائق كمدًا كصدري ساعة الإمساءِ

قال عنه طه حسين: ¸مطران ثار على الشعر القديم مع المجدّدين، وقد سلك طريق القدماء فلم تعجبه. فأعرض عن الشعر، ثم اضطر فعاد إليه وحاول أن يعود إليه مجدّدًا لا مقلدًا·.

وقد أقيم له احتفال تكريمي سنة 1912م في مصر. تُوفي في القاهرة ونُقِلَ رفاته إلى بعلبك المدينة التي أحبها.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية