الرئيسيةبحث

الرصافي، معروف ( ar- Rasafi, M: )


الرّصافي، معروف (1294-1364هـ ، 1877 -1945م). معروف بن عبد الغني الرُّصافي. من أعلام الشعراء العراقيين في العصر الحديث. ولد ببغداد، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. تتلمذ لمحمود شكري الألوسي زهاء عشر سنوات. اشتغل بالتعليم، فرحل إلى الآستانة حيث عمل معلمًا للغة العربية في المدرسة الملكية. وقضى جلّ حياته في مهنة التدريس. كما شغل منصب نائب رئيس لجنة الترجمة والتعريب في وزارة المعارف ببغداد. وانتخب عضوًا في مجلس النواب العراقي.

يتميَّز إنتاجه الشعري بالغزارة وطول النفس وهو بهاتين السِّمتين صنوٌ لرفيقة الزهاوي. ★ تَصَفح: الزهاوي.

تراوحت مؤلفاته بين الشعر والكتابة وإن كان ديوانه الشعريّ الرصافيات أشهر إنتاجه الأدبي. وقد رُتب في أربعة أبواب: الكونيات ؛ الاجتماعيات ؛ التاريخيات ؛ الوصفيات. ويعرف له طلاب المدارس في البلاد العربية ديوانه الخاص بالأناشيد المدرسية. أما آثاره النثرية فأهمها كتاب دفع الهجنة، ومحاضرات في الأدب العربي، ودفع المراق في لغة العامة من أهل العراق.

عاش الرصافي متمسكًا بآرائه الجريئة، فقضى أواخر أيامه في عزلة، قانعًا من الحياة بالكفاف.

وتُظْهِرُ قصيدته معترك الحياة جزالة شعره وطول نَفَسِه، فقد تجاوزت الأربعين بيتًا، ومنها:

هو الدهر لم يترك مَشَنُّ غوارهِ على سابق من ليله ونهاره
يُثير غبار الحادثات بكرة وهل نحن إلاّ من مُثار غباره
وكم عِبَر مطوية في صُروفه فهل من مُجيل فيه طرف اعتباره
خليليَّ إن الأرض غربال قدرةٍ تجمعت الأحياء بين إطاره
تميد به كفُّ الزمان تحركاً لمحو ضعيفٍ أو لإثبات ناره
فيبقى به الأقوى قرين ارتقائه كما يسقط الأوهى رهين اندثاره
فلا عيش في الدنيا لمن لم يكن بها قديرًا على رفع الأذى والمكاره
وللرصافي أبيات كثيرة تجري مجرى الأمثال، مثل قوله:

إذا ما الجهل خيَّم في بلادٍ رأيت أسودها مُسِخت قرودا
المصدر: الموسوعة العربية العالمية