الكُمَيْت (60-126هـ، 679-743م). الكُمَيْت بن زيْد بن خُنَيْس بن مُجالد من قبيلة أسد خزيمة المضرية العدنانية. من شعراء العصر الأموي، وشاعر الشيعة غير منازع. وهناك شاعران غيره من هذه القبيلة كلاهما اسمه الكُمَيْت، أحدهما الكُمَيْت بن ثعلبة بن نوفل، والآخر الكُمَيْت بن معروف. وُلِدَ بالكوفة وفيها نشأ. ودرس في حلقات علمائها الفقه والحديث وأنساب العرب وأيامها، ثم صار معلِّمًا للصبيان في مسجد الكوفة، ولم يلبث أن تفتحت مَلَكتُهُ الشِّعرية وبرع في الشعر. مدح بعض ولاة الأمويين ونال جوائزهم، ووفد على هشام بن عبدالملك بالشام فأكرمه.
أما حبه الحقيقي وإخلاصه، فكان لبني هاشم، إذ كان يميل لرأيهم، وانصرف في شعره إلى تأييد حقهم في الخلافة، وخصهم بالهاشميات التي تمتاز بصدق العاطفة وبراعة الحجج والاستدلال في بيان عقيدته في الخلافة. وقد سخَّر شعره للدفاع عن مذهبه السياسي، وتسويغ حق الهاشميين في طلبها، وأحكم الجدل حول مايذهب إليه، وحَوَّل الشعر إلى مقالات جدل عقلي راق، وأقام رأيه على أقيسة منطقية تتخذ من القرآن دليلاً. واشتهرت هاشمياته بعرض الأدلة القاطعة على صواب رأيه وصدْق ماذهب إليه حتى زعم بعض النقاد أنها إلى المقالات والخطب أقرب منها إلى الشعر.
من أشهر قصائدة السياسية، هاشمياته ومنها بائيته التي مطلعها :
|
طربتُ وماشوقاً إلى البِيضِ أطربُ | | ولا لعباً مني وذو الشَّيب يلعب! |
|
وبالمثل لاميته المشهورة :
|
ألا هل عمٍ في رأيه متأمِّلُ | | وهل مدبرٌ بعد الإساءة مقبلُ | وهل أمُّةٌ مستيقظون لرشدهم | | فيكشف عنه النعْسَة المُتَزَمِّلُ |
|
وينتقد حكم الأمويين في هذه اللامية نقدًا لاذعًا وساخرًا، يقول:
|
لهم كلَّ عام بدعة يُحدثونها | | أذلوا بها أتباعهم ثم أوحلوا | كما ابتدع الرُّهبان مالم يَجِئْ به | | كتاب ولاوحي من الله منزلُ | يحلُّ دماء المسلمين لديهمُ | | ويحْرُمُ طلع النخلة المتَهَدِّلُ | فياربِّ هل إلا بك النصر نبتغي | | عليهمْ وهل إلا عليك المعَوَّلُ |
|
المصدر: الموسوعة العربية العالمية