الرئيسيةبحث

ذو الرمة ( dhu-ar- Rimmah )


ذو الرُّمَّة (77 - 117هـ ، 696 - 735م). غَيْلان ابن عُقْبة بن بُهَيس بن مسعود. من قبيلة عَدِيّ بن مَناة المضرية العدنانية، من شعراء العصر الأموي. نشأ في البادية وكانت مرابع قومه الدَّهْناء. وغلب لقبه ذو الرُّمَّة على اسمه، والرُّمَّة القطعة البالية من الحبل. قيل : لأن أمَّه كتبت له تعويذةً علقتها في عنقه وهو طفل، أو لشطر بيت قاله ¸أشعث باقي رُمَّة التقليد·.

بدأ رحلة الحياة في صحراء الجزيرة القاسية فعاش عيشة الكفاف، وتعلم شيئًا من القرآن وتعاليم الإسلام، لكن البادية وتقاليد العرب كانت مُعَلِّمَه الأول، وكان الشعر أهم ماعلق بذاكرته. فقد كان خاله شاعرًا وإخوته شعراء، وعصره عصر تحوُّلٍ كبير في حياة العرب والبادية.

هجا ذو الرُّمة في شبابه، ومدح وانتقل بمدائحه بعد ذلك إلى خارج الجزيرة ، واتخذ فن الطبيعة حبه الأول فهام بها أشد الهيام، واتخذ ميَّة ـ ملهمته الأولى ـ وسيلة إلى وصف الطبيعة وشكوى الزمن، وتميَّز حبه العذري بإسقاط شعور الإنسان وإحساسه على الطبيعة وحيواناتها وحياتها حتى كاد يُنْطِق كل شيء فيها :

وَقَفْتُ على رَبْع ٍ لِميَّة نَاقَتِي فَمَازِلْتُ أبْكِي عندَهُ وأخاطِبُه
وأُسْقِيْهِ حتى كادَ مما أبثـــُّه تُكَلِّمُنِي أحْجَارُهُ ومَلاَعِبـــُه

جمع ذو الرُّمة الفصاحة والغرابة في اللغة فأخذ عنه أهل المِصْرَيْن ، وأعجبوا به أيَّما إعجاب. سار على نهج الشعراء العذريين في علاقته بمي، التي كان جل شعره فيها، يحكي حرمانه منها وتعلقه بها على الرغم من ذلك الحرمان الأبدي. شارك شعراء عصره فنون الشعر الأخرى وانفرد بتجسيد الطبيعة وتجسيم حياتها، وسبَح خياله الخصب في رسمها، كما لو رأيتها أمامك ماثلة في لوحة فنان مبدع. ومن أجمل لوحاته الشعرية المنتزعة من الطبيعة صورة الظبية تحنو على وليدها. يقول:

إذا استودعته صفصفًا أو صريمةً تَنَحَّتْ ونَصَّت جيدها بالمنَاظِر
حِذارًا على وسْنان يصرعه الكرى بكلِّ مَقِيل عن ضعاف فواتِر
وتهجُرُه إلاّ اختلاسًا نهارَها وكم من مُحِبٍّ رهبة العين هاجرِ
حِذار المنايا رهبةً أن يفتنها به وهْيَ إلا ذاك أضعف ناصرِ

★ تَصَفح أيضًا: الشعر ؛ العربي، الأدب.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية