الزجاجي، أبو القاسم عبد الرحمن ( az- Zajaji, A. 'A: )
الزجّاجي، أبو القاسم عبد الرحمن ( ؟ - 339هـ، ؟ - 950م). عبد الرحمن بن إسحاق، ولد بنهاوند، وهو من أهل الصّيمرة (بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان)، طاف كثيرًا من البلدان، نزل بغداد ولزم الزجّاج حتى برع في النحو، ولكثرة ملازمته للزجاج نسب إليه فلقب بالزجاجي، ثم سكن طبرية، وأمْلَى وحدَّث بدمشق.
كان الزجّاجي شديد الولع بالعلم، فأكثر من الأخذ عن علماء عصره، فإلى جانب أخذه عن الزجّاج، قرأ على أبي جعفر بن رستم الطبري، وأبي الحسن بن كيسان، وأبي بكر بن السراج، وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش، وأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري، وأبي موسى الحامض، ومحمد بن العباس اليزيدي، وابن دريد وغيرهم.
وكانت ثقافته نموذجًا من ثقافة عصره، ذلك العصر الذي بلغت فيه الثقافة العربية الإسلامية قمة نضجها ورقيها، وكان الزجّاجي من أكثر علماء عصره طلبًا للعلم، وأكثرهم حرصًا عليه، حتى أن تآليفه اتصفت بالشمول والتنوع، فشملت فنون النحو، والصرف، واللغة، والحروف، والمعاني والعروض والأدب.
وكان أبوالقاسم حسن الطلعة، جميل الهيئة، ويقال: إنه لما صنف كتاب الجُمل لم يضع مسألة إلا وهو على طهارة، وقد ألفه بمكة المكرمة وكان إذا فرغ من باب منه طاف بالبيت. له من الكتب غير كتاب الجمل: كتاب الإيضاح في علل النحو، وشرح كتاب الألف واللام للمازني، وشرح خطبة أدب الكاتب، ومختصر الزاهر ؛ المخترع في القوافي ؛ الأمالي ؛ اللامات ؛ معاني الحروف ؛ الإبدال والمعاقبة والنظائر ؛ شرح رسالة سيبويه ؛ مجالس العلماء، وكتب أخرى ومسائل متفرقة.