سيبويه ( Sibawayh )
سيبويه (148-188هـ، 769 -804م). أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر. رائد النحو العربي وعالم اللغة، وأول مُنظّر في قواعد العربية وإمام هذا المجال وصاحب المؤلف الشهير الكتاب. و¸سيبويه· كلمة فارسية معناها ¸رائحة التفاح· ويقال: إن أمّه كانت تطلق عليه ذلك على سبيل التدليل وهو صغير. وهو فارسي الأصل من مدينة البيضاء، ومنشؤه بالبصرة. مع اختلاف في مولده ووفاته.
قدم البصرة حدثًا، ودرس على شيوخ علمائها، وكانت ملازمته للخليل أكثر، وأخذ عنه كثيرًا، روى النطاح أنه كان عند الخليل يومًا فأقبل سيبويه. فقال الخليل: مرحبًا بزائر لايُمَلّ، قال أبو عمرو المخزومي ـ وكان كثير المجالسة للخليل ـ ماسمعت الخليل يقولها إلا لسيبويه. أخذ سيبويه أيضًا عن يونس بن حبيب، وعيسى بن عمر، وأبي زيد الأنصاري، وأبي الخطاب الأخفش الكبير، وغيرهم.
كان سيبويه يطلب الآثار والفقه، وكان يستملي على حماد بن سلمة يومًا، فلحن، فكان لحنه سببًا في طلبه علم العربية لئلا يخطِّئه أحد أبدًا، فشرع في طلب النحو حتى برع فيه، فصنف كتابه الذي لم يسبقه أحد إلى مثله، ولالحقه أحدٌ من بعده، حتى إنه أصبح لشهرته وفضله علمًا عند النحويين، فكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب، فيُعلم أنه قرأ كتاب سيبويه، وإذا قيل: قرأ نصف الكتاب لايشك أنه قرأ غير كتاب سيبويه. ذكر الجاحظ كتاب سيبويه فقال فيه: لم يكتب الناس في النحو كتابًا مثله، وجميع كتب الناس عيال عليه. قال ابن سلام: كان سيبويه النحوي غاية في الخلق، وكتابه في النحو هو الإمام فيه. وكان أبو عثمان المازني يقول: من أراد أن يعمل كتابًا كبيرًا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستح.
كان سيبويه ثقة صدوقًا، قال أبو زيد الأنصاري: كان سيبويه غلامًا يأتي مجلسي، له ذؤابتان، فإذا سمعته يقول: حدثني من أثق بعربيته، فإنما يعنيني. وقال عفان بن مسلم: قال سيبويه لشعبة ـ ورادّه في حديث ـ لأن أخرّ من السماء أحب إليّ من أن أُدَلّس. جرت بين سيبويه وبعض معاصريه مناظرات، فقد ناظر الأصمعيّ، فكان الحق مع سيبويه لكن الأصمعي غلبه بفصاحته. لكن أشهر المناظرات تلك التي جرت بينه وبين الكسائي حول مسألة نحوية دقيقة عرفت بالمسألة الزنبورية، وهي مشهورة. برز من أصحاب سيبويه: أبو الحسن الأخفش الأوسط، ومحمد بن المستنير المعروف بقطرب.
★ تَصَفح أيضًا: طبقات النحويين واللغويين ؛ النحو ؛ المدارس النحوية ؛ كتاب سيبويه ؛ اللغة العربية.