عطار، أحمد عبد الغفور ( Attar, A. 'A: )
عَطَّار، أحمد عبـد الغفور (1334 - 1411هـ، 1916 - 1991م). أحمد عبدالغفور عطَّار، أحد رواد الأدب والصحافة في المملكة العربية السعودية. شاعر، وكاتب متنوع الثقافة. أسهم مع مجموعة من معاصريه في تطوير الصحافة السعودية حتى ظهور المؤسسات الصحفية. ترك آثارًا متعددة في الأدب واللغة والسياسة والدين. وُلد بمكة المكرمة، من أسرة متوسطة الحال، فأبوه امتهن التجارة، وعمل عطارًا بأم القرى. أدخله والده مدرسة الفائزين الواقعة بحي المسفلة في مكة، وعمره حينئذ لم يتجاوز ستة أعوام، ثم التحق وهو في الرابعة عشرة من العمر بالمعهد العلمي السعودي، وأبدى تفوقًا على أقرانه، فابتعث لإكمال دراسته بمصر، والتحق بكلية دار العلوم انتسابًا، وبكلية الآداب بالقاهرة مستمعًا، وبعد فترة قطع دراسته، ورجع إلى بلاده لأسباب خاصة، لكنه رجع لا لينقطع عن القراءة والبحث، بل ليتعمق فيهما، وينهل من مصادر الثقافة، حتى استطاع أن يتفوق على زملائه، وقَدَّرت له بعض المجامع اللغوية العربية علمه الغزير، فمنحته عضويتها. والعطار متعدد المواهب في مجال الثقافة.
اشتغل العطار بالصحافة وهو يافع، فعندما كان طالبًا بالمعهد العلمي السعودي كان يصدر مجلة خطّية أسبوعية أدبية اسمها الشباب الناهض، وكان يخطها بيده. وبالرغم من صغر سنه حينذاك فإن المتصفح للمقالات والقصائد والآراء الأدبية التي نشرها تحمل من الفكر والرصانة والعمق مالا نعرفه إلا في المجلات الجامعية الموثقة. إن حبَّه للصحافة هو الذي دفعه من جديد لإصدار جريدة عكاظ، ثم دعوة الحق، وعمل في الأمن العام فترة ونال شهادة تقديرية من سمو وزير الداخلية، لكن حبه للأدب والفكر جعله يتفرغ للكتابة والتأليف والترجمة، وهو معدود في شعراء الحجاز في العصر الحديث بالرغم من قلة إنتاجه الشعري، أما إنتاجه اللغوي فضخم، نال منه جانب التحقيق قدرًا كبيرًا وجليلاً، ويأتي في قمة أعماله هذه: تحقيقه كتاب: تهذيب الصحاح للزنجاني، ثم أتبعه بتحقيق الصحاح نفسه للجوهري، وأردف العملين بكتابه الموسوم: مقدمة الصحاح الذي شبهه أحد الباحثين المحدثين بمقدمة ابن خلدون، ومن كتبه المحققة جزءٌ من كتاب ليس في كلام العرب لابن خالويه. وهناك آثار للعطار في الأدب واللغة والدين والسياسة، والترجمة إلى العربية، الأمر الذي جعله يستحق جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1405هـ.
ترك العطار مكتبة ضخمة يقدر عدد الكتب فيها بنحو خمسة وعشرين ألف كتاب، وقد أوصى بها لمكتبة الحرم المكي الشريف.