الرئيسيةبحث

نصيب ( Nasib )


نُصَيِّب ( ؟ - 108؟هـ ، ؟ - 726؟م). أبومحجن ابن رواحة. من شعراء الغزل في العصر الأموي، وكان في مصر في إمارة عبد العزيز بن مروان، كما كان في دمشق وغيرها من البلاد العربية في خلافة عمر بن عبدالعزير. وكانت لنصيب علاقة مودة مع عدد من شعراء عصره مثل الأحوص وكُثيِّر وجَميل.

كان أول أمره يقرض الشعر ولايذيعه خشية ألا ينال أعجاب الناس، وكان يفد على بعض فصحاء خزاعة وينشدهم من شعره مدعيًا أنه لبعض شعرائهم السابقين، وكانوا يقبلون ذلك منه ويستحسنونه. ثم عرض بعض شعره مرة على الشاعر الفرزدق، فاستمع إليه، ونصحه بألا يذيعه لأنه ليس بالجودة المطلوبة. غير أن أحد الذين استمعوا إليه من العرب وهو ينشد تلك القصائد للفرزدق لحق به، وقال له بأن شعره يستحق الانتشار لأنه حسن، وشجعه على إذاعته بين الناس، فزاد نصيب ثقة بنفسه وأخذ ينشر ماينظم.

يذكر رواة الشعر الأموي أن بعض فضليات العرب كن يحفظن كثيرًا من شعره، كما كان المغنون والمغنيات يتغنون بنسيبه (غزله) على وجه الخصوص.

اعتاد بعض شعراء العصر الأموي الاختلاف إلى دور كريمات النساء من العائلات العريقة يطلبون من جودهن وكرمهن ويستمعون إلى آرائهن في شعرهم. وكانت سكينة بنت الحسين من أولئك النسوة، وقد اختلف إليها جماعة من الشعراء فيهم نصيب وجميل وكثير والفرزدق، فأعطت جميل بثينة خمسمائة دينار وأعطت كلا من الباقين مائة دينار.

وكان نُصَيب مقدمًا في المدح والنسيب، وليس له حظ في الأغراض الأخرى. ومن أجمل أمداحه قصيدته في مدح سليمان بن عبدالملك. ويقول فيها:

أقول لركب صادرين لقيتُهم قِفَا ذات أَوْشَالٍ ومولاك قارب
قفوا خبروني عن سليمان، إنني لمعروفه من آل ودَّان طالب
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
هو البدر والناس الكواكب حوله وهل يشبه البدر المنير الكواكب

ومن طريف غزله أبياته التي يقول فيها:

جلست لها كيما تمر لعلني أُخالِسُها التسليم إن لم تسلّم
فلما رأتني والوشاة تحدّرت مدامعها خوفًا ولم تتكلم
مساكين أهل العشق ماكنت أشتري حياة جميع العاشقين بدرهم

المصدر: الموسوعة العربية العالمية