الرئيسيةبحث

أبو محجن الثقفي ( abu- Mihjan ath- Thaqafi )


أبو مِحْجَن الثقفي ( -30هـ، -650م). شاعر وفارس من المخضرمين الذين عاشوا أيام الجاهلية وأدركوا الإسلام. اختلف في اسمه، فقيل هو عمرو بن حبيب، وقيل اسمه أبو محجن، وكنيته أبوعبيد. وقيل اسمه مالك، وقيل اسمه عبدالله. وأمه كنود بنت عبدالله بن عبد شمس. وهو من الصحابة، سمع من النبيﷺ، وروى عنه، وهو مُعدود في أولي البأس والنجدة.

لما حاصر النبي ﷺ الطائف سنة 8هـ ، 629م دافع أبومحجن عنها، فلما أسلم أهلها في السنة التالية أسلم أبومحجن معهم، وكان ذلك في رمضان عام 9هـ، 630م. ذكره ابن سلام مع شعراء الطائف، وقال عنه: وأبو محجن رجل شاعر شريف، وكان قد غلب عليه الشراب، فضُرب فيه مرارًا. وقد جاء فى أبياته التي جلده عمر رضي الله عنه ونفاه بسببها عن المدينة قوله في الخمر:

إذا مِتُّ فادفنيِّ إلى أصل كرمة تُرَوِّي عظامي بعد موتي عروقها
ولاتدفِنني في الفلاة فإنني أخاف إذا مامت ألا أذوقها

وجاء في الأغاني عن المفضل قال: ¸لما كثر شراب أبي محجن الخمر، وأقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه عليه الحد مرارًا وهو لا ينتهي، نفاه إلى جزيرة في البحر وبعث معه حرسيَّا يُقال له ابن جَهْراء، فهرب منه على ساحل البحر، ولحق بسعد بن أبي وقاص.

وحينما بلغ عمر رضي الله عنه، خبر هربه كتب إلى سعد بحبسه فحبسه، فلما كانت ليلة أغواث من أيام القادسية سنة 14هـ، 635م، سأل أبو محجن امرأة سعد بن أبي وقاص أن تعطيه فرس سعد، وتحلّ قيده ليقاتل المشركين، فإن استُشهد فلا تبعة عليه، وإن سَلِمَ عاد حتى يضع رجله في القيد، وكان يناشدها أن تفعل ذلك وهو يقول:

كفى حزنًا أن تَرْدِيَ الخيلُ بالقنا وأتركَ مشدودًا علىّ وَثَاقِيَا
إذا قُمت عنَّاني الحديد وغُلِّقت مصاريعُ من دوني تُصِمُّ المنُادِيا

فأعطته الفرس، وخلّت سبيله وعاهدها على الوفاء، فقاتل فأبلى بلاء حسنًا إلى الليل، ثم عاد إلى حبسه. وحينما أخبرت زوجة سعد زوجها بخبر أبي محجن دعا به فأطلقه، وقال: اذهب فما أنا مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله، فقال: "لا جَرَم، والله لا أجيب لساني إلى صفة قبيح أبدًا".

ذكرت الروايات أن أبا محجن مات بأذربيجان، وقيل بجرجان في خلافة معاوية، وأشاد ابن عبد البر بفروسيته وشجاعته، كما نوّه بشاعريته، فقال: وكان شاعرًا مطبوعًا كريمًا.

ومن مشهور قوله في القادسيه أبياته التي قالها بعد أن أبلى بلاءً حسنًا في المعركة، ثم رجع إلى حبسه:

لقد علمت ثقيف غير فخرٍ بأنا نحن أكرمُهم سيوفا
فإن أحْبَسْ فقد عرفوا بلائي وإن أطلقْ أجرِّعْهُم حُتُوفا

ولم يبق من شعره إلا قطع، وديوانه صغير طبع بمصر قديمًا، وهو بشرح أبي هلال العسكري.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية