ديكُ الجنّ (161 - 235هـ ، 778 - 849م). عبدالسلام بن رغبان بن حبيب بن عبدالله، واشتهر بديك الجن. من شعراء العصر العباسي. ولد بحمص وبها توفي. وهو من سلالة شخصٍ يسمى تميمًا من أهل مؤتة (جنوب الأردن حاليا). أسلم على يده مولاه حبيب بن مسلمة الفهري صاحب معاوية، أما جده حبيب، فتقلد ديوان العطاء لأبي جعفر المنصور. وفي حياة ديك الجن قصة أليمة فجرت شاعريته الحزينة المفجوعة، وهي قصة عشقه لجارية نصرانية من أهل حمص، حملها على الإسلام ـ كما تذكر المصادر ـ ثم تزوجها، وشبَّب بها في كثير من شعره، ثم ما لبث أهل الوشاية أن أوقعوا بين الزوجين، وأوهموا ديك الجن أن زوجته تحب رجلاً سواه، فقتلها ديك الجن في ثورة شكه وغضبه، وحين ظهرت له براءتها راح يرثيها بأروع المراثي وأصدقها، وكان في رثائه غزِلاً صادق الصبابة، ومن رثائه قوله:
|
يا طلعةً طلع الحِمام عليها | | وجنى لها ثمر الرَّدَى بيديها | رَوَّيْتُ من دمها الثرى ولطالما | | روَّى الهوى شفتيَّ من شفتيها | قد بات سيفي في مجال وشاحها | | ومدامعي تجري على خدَّيها | فوحقِّ نعليها وما وطئ الحصى | | شيءٌ أعزُّ عليه من نَعْلَيْها | ما كان قَتْلِيْهَا لأني لم أكن | | أبكي إذا سقط الغبار عليها | لكن ضننت على العيون بحسنها | | وأنفت من نظر الحسود إليها |
|
ولديك الجن مراثٍ في الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما ومنها بائية مطلعها:
|
يا عينُ لا للغضا ولا الكثب | | بكا الرزايا سوى بُكا الطرب |
|
وقد لازم ديك الجن مدينة حمص مسقط رأسه، لم يبرحها إلى بغداد حاضرة الخلافة، ولم يتكسب بشعره على عادة الشعراء.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية