الرئيسيةبحث

دعبل الخزاعي ( Di'bil-al- Khuz'ai )


دِعْبِل الخُزاعي (148 - 246هـ ، 765 - 860م). دعبل بن علي بن رزين، ولفظ دعبل معناه: الجمل المسن، وهو من خزاعة. من شعراء الشيعة في العصر العباسي. وأبوه وعمه وأخوان له كلهم شعراء، وكذلك ولدان له يقال لهما الحسين وعلي، وكان أبو الشّيص الشاعر ابن عمه، فهو إذن من بيت شعر.

ولد بالكوفة، وتوفي قتيلاً في بعض قرى الأهواز. وكان تلميذًا لمسلم بن الوليد (ت 209هـ)، وتأثر به في البديع وغيره. وشأن دعبل مع شيخه مسلم شأن غيره من الشعراء النزاعين إلى معارضة شيوخهم ومنافستهم.

وقد وظف دعبل شعره في مدح آل البيت شأن سواه من شعراء الشيعة، وله في ذلك قصيدة في مدح علي بن موسى الرضا، كما أن له مراثي في الإمام الحسين.

كذلك كانت العصبية القبلية إحدى مضامين شعره الأساسية، وتتضح في نقضه قصيدة الكميت بن زيد في هجاء القحطانية. وقد نظم دعبل قصيدة نونية في هجاء العدنانية نقضًا لقصيدة الكميت. وكانت بين دعبل وبين الكميت وأبي سعيد المخزومي مساجلات شعرية، وكان دعبل يهجو الهجاء اللاذع كل من سخط عليه، ولو كان من ذوي رحمه أو أهل طائفته.

وقد هجا دعبل الخليفة المأمون العباسي، فخاطبه دون تهيب بقوله:

إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادت بذكرك بعد طول خموله واستنقذوك من الحضيض الأوهد

وقد تميز شعره بشدة العناية بالصياغة والغوص على المعاني، مع توشيته بالبديع.

وقد نالت قصيدته التي يرثي فيها ذهاب الشباب وأيامه شهرة واسعة وفتحت أمامه باب المجد الشعري، وفيها يقول:

أين الشباب؟ وأية سلكًا لا أين يطلبُ؟ ضل بل هلكا
لاتعجبي ياسَلْم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
ياليت شعري كيف نَوْمكما ياصاحبيَّ إذا دمي سُفِكا
لا تأخذا بظُلامتي أحدًا قلبي وطرفي في دمي اشتركا

المصدر: الموسوعة العربية العالمية