الرئيسيةبحث

السكاكي ( as- Sakaki )


السَّكَّاكي (555 - 626هـ، 1160 - 1228م). سراج الدين أبو يعقوب يوسف بن محمد بن علي السكاكي. علمٌ من أعلام البلاغيين في القرنين السادس والسابع الهجريين. ولد في خوارزم في أسرة تمتهن صنع المعادن وسكها، وبهذا لُقّب. وقد ورث عن أسرته هذه المهنة فظل يعمل بها إلى نهاية العقد الثالث من عمره، ثم وجد في نفسه توقًا للعلم، فانصرف إليه، وأخلص له، وأكب عليه، وحاول أخذ نصيبه من معارف عصره، فتبحر في الفلسفة والمنطق والاعتزال والفقه وأصوله وعلوم اللغة والأدب والبلاغة. لكن المعلومات عن أساتذته ليست بالكثيرة، فالمترجمون لايذكرون من مشايخه سوى: سديد الدين الخياطي وابن صاعد الحارثي ومحمد بن عبدالكريم التركستاني من فقهاء المذهب الحنفي، وهو يشيد في مباحثه البلاغية بأستاذ له يدعى الحاتمي.

تعود شهرة السكاكي في التاريخ الأدبي إلى كتابه المفتاح وإلى القسم الثالث منه، فقد صنف هذا الكتاب في علوم العربية، وجعله ثلاثة أقسام، جاء علم الصرف ومايتصل به من الاشتقاق في القسم الأول، كما اختص القسم الثاني بعلم النحو، بينما جعل الثالث لعلمي المعاني والبيان، ومايتصل بهما من دراسة للمحسِّنات اللفظية والمعنوية، وألحق بها دراسة المنطق والعروض والقافية، لحاجة دارس البلاغة لها ـ من وجهة نظر السكاكي ـ وبهذا فتح بابا لتداخل علوم البلاغة والمنطق وأصول الفقه، ومايستدعيه هذا التداخل من ضرورة التصنيف وتحديد المصطلحات، ودقة اللغة الواصفة.

وهذه القواعد والقوانين الصارمة جعلت الدارسين للتاريخ النقدي والبلاغي ينحون عليه باللائمة ويعدونه بداية مرحلة الجمود في دراسة البلاغة، إذ انتقلت هذه القوالب المنطقية الجافة من المفتاح إلى شُرَّاحه وملخصيه وشراح تلخيصاته ؛ فأمعن هؤلاء في تقعيد الدرس البلاغي بتأكيدهم التزاوج بين المنطق وأصول الفقه والبلاغة. ومن هنا يمكن معرفة خطورة القسم الثالث من كتاب السكاكي. فقد شرحه قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي وسعد الدين التفتازاني وشمس الدين محمد بن مظفَّر الخطيب والسيد الشريف الجرجاني وغيرهم، كما لخصه آخرون كبدر بن مالك في كتابه المصباح والخطيب القزويني في تلخيص المفتاح الذي توالت عليه الشروح ومنها شرح الخطيب نفسه وشروح سعد الدين التفتازاني وغيرها.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية