الرئيسيةبحث

حماد الراوية ( Hammad ar- Rawiyah )


حمَّاد الراوية (95 - 155هـ، 713 - 771م). حماد بن ميسرة بن المبارك بن عبيد الديلمي، مولى بني بكر بن وائل الكوفي المعروف بحماد الراوية. قيل: إنه كان في أول أمره ينشط ويصحب الصعاليك واللصوص، فنقب ليلة على رجل فأخذ ماله، وكان فيه جزء من شعْر الأنصار فقرأه، فاستحلاه وحفظه، ثم طلب الأدب والشعر وأيام الناس ولغات العرب بعد ذلك، وترك ما كان عليه، فبلغ من العلم ما بلغ.

وحماد شاعر ولكنه لم يشتهر بشعره وإنما اشتُهر بروايته للشعر وعلمه به ؛ فهو كثير الروايات من الأشعار وما يتصل بها من أخبار وأنساب ولغات، ولذلك كان مقربًا من ملوك بني أمية، بل إن الوليد بن عبدالملك استعان بمروياته ومدوناته عندما أراد جمع أخبار العرب وأنسابها وشعرها.

ورغم كثرة الأقوال التي تؤكد كثرة رواياته وعلمه بالشعر وأيام العرب وأنسابها، فالثقة في مروياته لم تكن محل إجماع رواة الشعر ونقاده، فبعض رواة البصرة يتهمونه بالوضْع، ويتجاوزون هذا إلى اتهامه باللَّحْن كما يتضح عند ابن سلاَّم. فهو ينحل شعر الرجل غيرَه، وينحله غير شعره، ويزيد في الأشعار. بل إن هناك من يتهمه بسرقة شعر القدماء ونسبته إلى نفسه. ويذكرون أن الأصمعي لم يرض روايته ـ وأنه قال: "كان حماد أعلم الناس إذا نصح" كأنه يشير بهذا القيد إلى اتهامه في روايته، لكن حمادًا لم يعدم من يُوَثِّق روايته، فأبو عمرو بن العلاء البصري يوثقه ويقدمه على نفسه في العلم بالشعر وروايته. ويؤكد الهيثم بن عدي علمه بأيام العرب وما يتصل بها من أخبار وأشعار.

ويرجع إلى حماد قدر كبيرٌ من مروي الشعر الجاهلي، فهو الذي جمع القصائد السَّبع الطِّوال (المعلقات) كما يقول ابن النحَّاس، وعنه روى الأصمعي ديوان امرئ القيس، كما صنع ديوان الحطيئة، وثمة إشارة إلى مؤلَّف له بعنوان أشعار الرباب. وكتاب له في التاريخ باسم كتاب حماد أو خبر حماد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية