الرئيسيةبحث

ابن مقلة، محمد بن علي ( ibn- Muqlah, M. 'A: )


ابن مقلة، محمد بن علي (272 - 328هـ، 886 -940م). أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن مقلة. خطاط بغدادي كبير، اشتهر بأنه مهندس الخط العربي. وُلِدَ في بيت علم وفن اشتهر بخطاطيه. أخذ الخط عن أبيه وعن إسحاق بن إبراهيم البربري الأحول المحرر، وبلغ درجة عالية من الدراية والتعمق به، واستطاع هو وأخوه أبو عبدالله أن ينقلاه نقلة فنية نوعية ـ لم تتفق المصادر التاريخية حول دور كل منهما فيها ـ إذ ألفا من الأقلام التي بلغت أربعة وعشرين، ستة أنواع هي الثلث والريحان والتوقيع والمحقق والبديع والرقاع، وهندس هو ـ أو أخوه ـ مقاييسها وأبعادها معتمدًا على العلاقة بين النقطة والدائرة، فجعل الألف قطرًا لهذه الدائرة ونسب إليها الحروف جميعًا، ووضع معايير لضبط الخط والوصول به إلى صيغ جمالية محكمة مما شكل النقلة الأولى في الخط المنسوب، والتي ظلت أساسًا بُنيت عليه كل التطورات اللاحقة. وقد برع من بعده إسماعيل بن حماد الجوهري ومهلهل بن أحمد ومحمد بن أسد ومحمد السمسماني والخطاط الخلاق عليّ بن هلال ابن البواب. ★ تَصَفح: ابن البواب.

عاش ابن مقلة حياة مضطربة كعصره بدأها كاتبًا بسيطًا ينتفع بخطه ثم تولى خراج بعض أعمال فارس فتحسنت أحواله. استوزره الخليفة العباسي المقتدر بالله 316هـ، 928م) وعزله (318هـ، 930م) واعتقله وصادر أمواله ونفاه إلى شيراز حتى آلت الخلافة إلى القاهر بالله (320هـ، 932م) فاستوزره واستدعاه. إلا أن ابن مقلة لم تُرْضِه أوضاع الدولة فتآمر على القاهر وتوارى عنه (321هـ، 933م) حتى خُلع. وتولى الراضي بالله (322هـ، 934م) فاستوزره إلى أن تآمر عليه المظفر بن ياقوت (324هـ، 936م) فقُبِضَ عليه وخُلِعَ من الوزارة وعُذِّبَ وَغُرِّم فجلس في داره حتى استولى محمد بن رائق على مقاليد الأمور. فسعى به ابن مقلة عند الراضي الذي أمّله بالإجابة حتى اعتقله وسلمه إلى ابن رائق فقطعوا يمينه (326هـ، 938م)، فكان يكتب بيسراه ويشد القلم إلى ساعده ويكتب، ثم قُطِعَ لسانه في محبسه وأصابه ذَرَبٌ (مرضٌ لا يبرأ). كان في سجنه يجذب الماء من البئر بيده اليسرى وفمه حتى توفي ودُفن فيه ثم نبُش فدفن في بيت ابنه، ونبش فدفن في بيت زوجته. كان كاتبًا بارعًا وشاعرًا مجيدًا، له رسالة في علم الخط والقلم، وخَطَّ القرآنَ مرتين.

★ تَصَفح أيضًا: الخط العربي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية