البابا، محمد حسني ( al- Baba, M. H: )
البابا، محمد حسني (1312 - 1389هـ ، 1894- 1969م). خطاط دمشقي مبدع، اشتهر بأسلوبه المجدِّد القوي في التراكيب الخطية المميزة، نشأ في دمشق وتلقّى فيها علومه الأولى، وأحب الخط منذ حداثته فكان يحاكي خطوط مصطفى عزّت قاضي العسكر، وتتلمذ على الخطاط الكبير يوسف رسا الذي أوفده السلطان عبدالحميد إلى دمشق لكتابة خطوط الجامع الأموي عند تجديده. وكان تلميذًا لمحمد شوقي ونِدًّا لأحمد عارف الفلبوي، هاجر إلى مصر عام 1331هـ، 1912م حيث عمل في الخط. وقد أفاده صغر سنه في الحركة بين المطابع الحجرية ليكتب الخطوط اللازمة لها وكان سريعًا جدًا. اشترى بيتًا في خان الخليلي كان يمارس عمله فيه قبل أن يفتتح لنفسه مكتبًا خاصًا وورشة للحفر والزنكوغراف عام 1348هـ، 1929م. وبعد أن ذاع صيته واشتهر بجمال خطه ورشاقته وأسلوبه المتميز في التراكيب الخطية وتجويده لأنواع الخطوط جميعًا، اتصل بكبار الخطاطين في مصر واستفاد من الخطاطَيْن نجيب الهواويني والشيخ عبدالعزيز الرفاعي. وكان من الأساتذة الأوائل الذين تم اختيارهم للتدريس في مدرسة تحسين الخطوط الملكية عند إنشائها عام 1341هـ، 1922م، كما دَرَّس في المعهد العالي للتربية الفنية في الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي.
وقد تتلمذ عليه عدد كبير من الخطاطين في المدرسة وخارجها، وكان من أبرز تلاميذه الخطاط الإسكندري الكبير محمد إبراهيم مؤسس المدرسة المعروفة باسمه، ومحمد علي المكاوي، ومحمد أحمد، ومحمد سعد الحداد. وأجاز عددًا كبيرًا من الخطاطين منهم الخطاط الكبير هاشم محمد البغدادي. ترك عددًا كبيرًا من اللوحات والآثار الخطيّة وكتب آلافًا من الخطوط للسينما الصامتة وللكتب والمطبوعات المختلفة، وحاز دكتوراه فخرية في فلسفة الخط من كندا 1385هـ، 1965م. وكان لا يحب الارتباط الوظيفي وينزع إلى الحرية في عمله وفنه. تُوفي في القاهرة ودُفن فيها مخلفًا عائلة من الفنانين.
★ تَصَفح أيضًا: الخط العربي ؛ البغدادي، هاشم محمد.