المهدي، الصادق ( al- Mahdi, S: )
الصادق المهدي |
ولما بلغ السن القانونية رشحه حزب الأمة في إحدى الدوائر، فكسبها ودخل البرلمان. وتولى رئاسة الوزراء بمقتضي قوة حزبه البرلمانية. شبت نزاعات بينه وبين زعماء الأحزاب الأخرى بما في ذلك عمه الإمام الهادي والرئيس إسماعيل الأزهري، الذي كان يرأس الحزب الاتحادي الديمقراطي، وما لبثت أن سقطت حكومة الصادق، وتولت حكومة ائتلافية الحكم مكونة من الاتحاديين وحزب الأمة جناح الإمام الهادي المهدي. وأصبح محمد أحمد محجوب جناح الإمام الهادي رئيسا للوزراء.
كثرت النزاعات الحزبية واضطربت الأوضاع السياسية فاستولت جماعة من العسكريين بقيادة جعفر نميري على الحكم في 1969م.
وخلال فترة حكم جعفر نميري وضع الصادق المهدي عدة مرات رهن الاعتقال لمعارضته للحكم العسكري. وحدثت مساع عربية حميدة لعقد مصالحة بين اللواء نميري وزعماء المعارضة، ولكن لم تسفر تلك الجهود عن نتائج محسوسة. وكان الصادق قد اشترك مع المعارضة في الخارج في تدبير محاولة عسكرية للإطاحة بحكم اللواء نميري، ولكن تلك المحاولة باءت بالفشل.
اختير الصادق المهدي عام 1986م ليكون رئيسًا للوزراء في الوزارة الائتلافية التي قامت بعد الانتفاضة التي شاركت فيها القوى الشعبية والجيش لإسقاط حكم نميري بزعامة عبدالرحمن سوار الذهب. واصطدمت الوزارة الجديدة بالتمرد الذي استشرى في الجنوب بقيادة جون قرنق. واضطربت الأحوال السياسية مرة أخرى، وفي يونيو 1989م أطيح بحكم الصادق المهدي، وتولت جماعة من ضباط الجيش الحكم بقيادة العميد عمر حسن البشير. ★ تَصَفح: البشير، عمر حسن.
يعتبر الصادق المهدي أبرز المعارضين لحكم عمر البشير، ولقد تعرض للاعتقال والاستجواب عدة مرات بسبب معارضته وسعيه لتغيير السلطة من داخل السودان. وفي 11 ديسمبر 1996م، خرج الصادق المهدي سرًا من الخرطوم ووصل إلى أسمرة، عاصمة إرتريا، وبدأ معارضة الحكومة السودانية، من الخارج، بعد أن انضم إلى هيئة التجمع الوطني الديمقراطي المعارض. وفي عام 1999م، انسلخ عن التجمع الوطني، وعادت معظم كوادر حزبه إلى السودان، ثم لحق بها في نهاية عام 2000م، بعد أن تقاربت وجهات نظره مع حكومة عمر البشير.
نشر عدة كتب سياسية وفكرية منها: يسألونك عن المهدية ؛ العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي ؛ أحاديث الغربة ؛ المرأة : حقوقها في الإسلام.