الرئيسيةبحث

المهدي، السيد عبد الرحمن ( al- Mahdi, S. 'A: )


السيد عبدالرحمن المهدي
المهدي، السيد عبد الرحمن (1303- 1379هـ، 1885-1959م). السيد عبدالرحمن بن الإمام محمد أحمد المهدي زعيم الثورة المهدية في السودان (1881م-1898م). ولد بعد وفاة والده، ونشأ يتيمًا مع إخوته الآخرين، وتعلم القرآن وحفظه في طفولته في الخلاوي (مدارس القرآن آنذاك). وكان أول ظهوره في مسرح الأحداث بعد أن دخل الجيش الإنجليزي المصري السودان عام 1898م، فقد وضعت الإدارة البريطانية آل المهدي تحت حراسة مشددة حتى لايثور أحد منهم على الحكومة المستعمرة.

في سنة 1912م صرح السيد عبدالرحمن المهدي بأن الإدارة البريطانية في السودان قد قامت ببعض الإنجازات الطيبة في البلاد وأن أعمالها بناءة. ووجد تصريحه هذا قبولاً حسنًا لدى البريطانيين. فكان أن سمحوا له بزراعة القطن في الجزيرة.

أفادت زراعة القطن السيد عبدالرحمن وأخذت تدر عليه إيرادات كان يصرف منها على أنصاره وأنصار أبيه ويقربهم إليه. فلما كانت سنة 1919م رأت الإدارة البريطانية في السودان أن ترسل وفدًا إلى إنجلترا لتهنئة ملكها على انتصار بلاده على ألمانيا، وكان السيد عبدالرحمن من بين أعضاء ذلك الوفد.

في عام 1940م وفي أثناء الحرب العالمية الثانية ساند السيد عبدالرحمن الحلفاء وذلك بتقديم بعض الهدايا لجنودهم الذين كانوا في حرب مع الإيطاليين في إرتريا وإثيوبيا. وخلال تلك الحرب ازدادت يقظة السودان وتطلعه إلى الحرية والاستقلال. ونشأ مؤتمر الخريجين في عام 1938م، وحدث الشقاق في صفوفه عام 1942م حين أيد بعض أعضائه سياسة التفاهم الودي مع الإدارة البريطانية، بينما وقف أعضاء آخرون ضد السياسة الودية مع البريطانيين وطالبوا البريطانيين بالإعلان صراحة عن اعترافهم بحق السودان في السيادة والاستقلال. واتجه المؤيدون لسياسة الود إلى السيد عبدالرحمن يطلبون مساندته في سياسته تلك. ونشأ حزب الأمة تحت رعاية السيد عبدالرحمن المهدي ونادى بشعار المطالبة باستقلال السودان، بينما رأى الحزب الآخر، وهو حزب الأشقاء ومن معهم من الاتحاديين، بزعامة إسماعيل الأزهري أن تقوم في السودان حكومة ديمقراطية باتحاد مع مصر تحت التاج المصري.

وعندما اتفق صدقي باشا رئيس وزراء مصر مع المستر بيفن وزير الخارجية البريطانية، وأعلن صدقي باشا أنه أحضر معه وثيقة سيادة مصر على السودان، ثار أنصار المهدي في أنحاء السودان على هذا الإعلان الذي مالبث أن تعثر حتى في القاهرة بين المصريين الذين لم يرضوا عن تفاصيل الاتفاق، وبذلك نجح حزب الأمة في مسعاه للعمل على استقلال السودان.

في عام 1953م، سافر السيد عبدالرحمن المهدي إلى القاهرة والتقى برئيس الجمهورية المصري آنذاك اللواء محمد نجيب، وتوصل معه إلى اتفاق رضيت به سائر الأحزاب في السودان كما رضيت به بريطانيا بعد أن قبله رئيس حزب الأمة.

وكان أهم ما في هذا الاتفاق هو إقامة حكومة ديمقراطية بعد إجراء انتخابات حرة في السودان، وعلى أن يخرج الإداريون البريطانيون من البلاد وأن يسحب كل من الجيش البريطاني والمصري من الأراضي السودانية، ثم يجرى استفتاء في السودان ليقرر أبناؤه ما يريدون لمستقبل بلادهم.

ولما رأى الزعيم السياسي إسماعيل الأزهري أن لاشيء يقف أمام استقلال السودان، اتفق مع السيد عبدالرحمن المهدي وأنصاره على إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان. فكان لهم ما أرادوا، وأعلن استقلال السودان. وبذلك حقق السيد عبدالرحمن ما كان يصبو إليه هو وبقية الزعماء السياسيين السودانيين.

لم يعترض السيد عبدالرحمن عندما استولى الفريق إبراهيم عبود على الحكم. بل إنهما اجتمعا، وأعلن السيد عبدالرحمن أنه يثق في قدرة عبود على حكم البلاد والحفاظ على استقلالها.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية