الرئيسيةبحث

إسماعيل، محمود حسن ( Isma'il, M. H: )


إسماعيل، محمد حسن (1328-1397هـ، 1910-1977م). محمود حسن إسماعيل شاعر مصري معاصر. ولد بقرية النخيلة، مركز أبي تيج بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وتوفي بالكويت، ودفن بالقاهرة.

حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية. وتعلم القراءة والكتابة، ثم التحق بمعهد المعلمين، وحصل على إجازته، ثم التحق بمدرسة دار العلوم ليتخرج فيها عام 1936م. وقد شغل عدة مناصب بالإذاعة المصرية.

انضم الشاعر إلى مدرسة أبولو. ★ تَصَفح: الشعر. وبها نشر بواكير إنتاجه الشعري، ومنه ـ على سبيل المثال ـ قصيدة نشرها في عدد فبراير من مجلة أبولو عام 1932م في رثاء شوقي، وقد نظمها على طريقة الشعر الحر.

كان مُكثرًا من قول الشعر، فنشر أربعة عشر ديوانًا منها: أغاني الكوخ (1934م) ؛ هكذا أغني (1937م) ؛ نار وأصفاد (1959م) ؛ قاب قوسين (1964م) ؛ لابد (1966م) ؛ التائهون (1967م) ؛ هدير البرزخ (1969م) ؛ صلاة ورفض (1970م) ؛ السلام الذي أعرف، وهي مطوّلة من الشعر الحر ألقاها في مهرجان الشعر الدولي يوم 15 أغسطس 1969م بمدينة ستروجا بمقدونيا في يوغوسلافيا. وتبدأ بقوله:

من الشرق جئتُ ولست نبيا في يميني كتاب .... ولكني من ضمير الوجود انسللت
كذلك نشر نهر الحقيقة (1972م) وصوت من الله (1980م).

وقد عالج فيها موضوعات منها وصف طبيعة الريف أرضًا وطيرًا وحيوانًا ونهرًا. وتعد قصيدتُه راهب النخيل (ديوان أغاني الكوخ) في وصف الغراب عملاً شعريًا متميّزا، كما عالج موضوعات قومية، تتصل بقضية فلسطين خاصة وموضوعات إسلامية، وأخرى وطنية واجتماعية وإنسانية.

ويقع محمود حسن إسماعيل موقعًا وسطا بين القديم والحديث، ويصعب على قارئ شعره أن يُسلكه في مذهب معين، كالرومانسي والواقعي والرمزي، لأنه يجمع عناصر شتى من هذه المدارس الفنية، لكنه في النهاية يمثل صوتًا فنيًا عميق التميز والتفرد في شعرنا العربي، وربما كان من أبرز سمات التجديد لديه ـ عدا محاولاته المبكرة عام 1932م ـ في شعر التفعيلة ـ ذلك القاموس الشعري المتفرّد سواء في معجمه اللغويّ أو في صُوَرِه الفنية، وكلها تشكّل نسيجًا جديدًا أصيلاً في لغة القصيدة الشعرية الحديثة وصورها. وقد عده بعض النقاد في أصحاب المذهب البرناسي إشارة إلى جبل البرناس الشهير ببلاد اليونان ـ وهو مذهب يعتبر الشعر غاية في ذاته لا وسيلة للتعبير عن الذات، وهو مذهب يقول بالفن للفن. ونمثل لخصائص التعبير الشعري عنده بالأبيات التاليه:

اتبعيني في دروبي واحذري أيّ هروبْ
فأنا أظما وأسقيك من السر الرهيبْ
وأنا أسري فأهديك إلى الشط الرحيبْ

ويقول في قصيدة أخرى بعنوان أقبلي:

فتعالىْ نغيب عن ضجة الدنيا ونمضي عن الوجود ونرحل
إلى عشنا الجميل ففيه هَزجٌ للهوى، وظلٌّ وسلسل
وعصافير للمنى تتغنى بالترانيم بين عشب وجدول
وغرامٌ مقدس كاد يضوي نوره العذب في سمانا ويُشعل
ووفاء يكاد يسطع للدُّنيا بشرعٍ إلى المحبين مرسل
عاد للعُش كلُّ طيرٍ ولم يبق سوى طائر شريد مخبّل

من أشهر قصائده أيضًا قصيدة النهر الخالد، رائعة غنّاها الموسيقار محمد عبدالوهاب، كما لُحنت قصائد كثيرة أخرى له غناها كبار الفنانين المصريين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية