المختار الثقفي ( al- Mukhtar ath- Thaqafi )
المختار الثقفي ( 1 -67هـ، 622 -687م). أبو إسحاق المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي. من الزعماء الثائرين على بني أمية. وهو من أهل الطائف، انتقل منها إلى المدينة مع أبيه في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه، وتوجه والده إلى العراق فاستشهد يوم الجسر، وبقي المختار في المدينة منقطعًا إلى بني هاشم. وتزوج عبد الله بن عمر أخته صفية، ثم كان مع علي رضي الله عنه بالعراق، وسكن البصرة بعد علي. وعندما قُتل الحسين سنة 61هـ، لم يؤيد المختار عبيد الله بن زياد ـ أمير البصرة الأموي ـ فقبض عليه ابن زياد وجلده وحبسه، ثم نفاه بشفاعة ابن عمر إلى الطائف. وبايع ابن الزبير عندما خرج على بني أمية بعد وفاة معاوية، واستأذن ابن الزبير في التوجه إلى الكوفة ليدعو الناس إلى طاعته، فوثق به وأرسله، ووصى عليه. غير أنه كان أكبر همه منذ دخل الكوفة أن يقتل من قاتلوا الحسين، فدعا إلى إمامة محمد بن الحنفية وقال: إنه استخلفه ؛ فبايعه ما يقرب من 17,000 رجل سرًا، فخرج بهم على والي الكوفة واستولى على الموصل، وعظم شأنه، وتتبع قتلة الحسين، فقتل منهم شمر بن ذي الجوشن الذي باشر قتل الحسين، وخولي بن يزيد الذي سار برأسه إلى الكوفة، وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي حاربه، وأرسل إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف إلى عبيد الله بن زياد الذي جهز الجيش لحرب الحسين، وقتل كثيرًا ممن كان لهم ضلع في الجريمة. وعلم المختار أن ابن الزبير اشتد على ابن الحنفية وابن عباس لامتناعهما عن بيعته في المدينة، وأنه حصرهما ومن كان معهما في الشّعب بمكة، فأرسل المختار عسكرًا هاجم مكة وأخرجهما من الشّعب، فانصرفا إلى الطائف، وحمد الناس له هذا العمل. وعمل مصعب بن الزبير ـ أمير البصرة من قبل أخيه عبد الله بن الزبير ـ على كسر شوكة المختار، فقاتله ثم حصره في قصر الكوفة وقتله ومن معه.