ليو الإفريقي ( Liu- al- Afriqi )
ليو الإفريقي (- 959هـ، 1552م). حسن بن محمد الوزان، المشهور باسم ليو الإفريقي رحالة، وعالم مسلم ولد بغرناطة بالأندلس وهاجر منها ـ بعد سقوطها عام 1492م ـ إلى فاس بالمغرب. تلقى تعليمه في العلوم العربية والإسلامية على يد مشايخ فاس. وعمل في شبابه كاتبًا في البيمارستان (المستشفى) بفاس. ألف الكثير عن الحياة في المناطق التي زارها خلال رحلاته الداخلية وذهابه إلى الحج مع والده. ومن أسفاره المشهورة، تلك الرحلة التي قام بها مع عمه إلى تمبكتو وإلى أجزاء أخرى من غربي إفريقيا، وقد دامت ثلاث سنوات، وكان في السابعة عشرة من عمره، عند بداية الرِّحلة.
وقع الوزان أسيرًا في أيدي القراصنة في أحد أسفاره، بالقرب من جزيرة حربة. وعندما وجد القراصنة أنفسهم أمام عالم، أخذوه إلى روما وقدَّموه إلى البابا ليو العاشر، نحو عام 1520م. واحتفى به البابا لعلمه، وحرره وأغدق عليه حتى لا يفارقه، ويُزْعَم بأن البابا نصَّره، ثم أطلق عليه اسمه، فأصبح يعرف في التاريخ باسم ليو الإفريقي. وأكمل كتابه المشهور وصف إفريقيا في كنف هذا البابا، وترجمه إلى الإيطالية، ومن هذه النسخة ترجمه جون دوري إلى الإنجليزية عام 1600م، في ثلاثة أجزاء كبيرة. وترجمه من الفرنسية إلى العربية عبدالرحمن حميدة ونشرته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في المملكة العربية السعودية. ولهذا الكتاب عدة ترجمات أخرى باللاتينية والفرنسية، كما أن له عدة طبعات بالإيطالية. وقد ظل زمنًا طويلاً مرجعًا جغرافيًا للأوروبيين.
غادر الوزان روما إلى وطنه فاس، بعد موت ليو العاشر حيث مات فيها مسلمًا، ويُعد كتابه وصف إفريقيا من المصادر الهامة في تاريخ شمالي وغربي إفريقيا.