الرئيسيةبحث

المفعول المطلق ( Cognate accusative )



المفعول المطلق مصدر منصوب من لفظ عامله غالبًا، يذكر لتوكيد عامله، مثل: استعلمت استعلامًا، أو لبيان نوعه، مثل: عملت عملاً مفيدًا، أو لبيان عدده، مثل: خطوت خطوتين.

سُمي مفعولاً مطلقًا لأنه لم يقيّد بحرف كبقية المفاعيل التي قُيّدت بالحروف، فالمفعول به ما وقع عليه الفعل مثل: أكل الطفل الطعام. والمفعول لأجله، ما وقع الفعل لسببه كقوله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق﴾ الإسراء: 31 . والمفعول معه، ما وقع الفعل بمصاحبته: سرنا وشاطئَ البحر، والمفعول فيه ظرف يبيّن مكان وقوع الحدث: تطير الطائرة خلف السحب، أو بيّن زمن حدوثه: شُنّت الغارةُ ليلاً. فالمفعول المطلق ما صحّ أن يطلق عليه لفظ مفعول دون قيد من تلك القيود.

أنواع المفعول المطلق:

المفعول المطلق ثلاثة أنواع: المؤكد لعامله، وهو ما يذكر لتوكيد حدثه، مثل: تدفق البترول في بلادنا تدفقًا. والمبيّن لنوعه يذكر لبيان نوع حدثه، مثل: نبحث عن كنوز الصحراء بحث الدائبين، ونتجه في ذلك اتجاهًا علميًا. والمبيّن للعدد، يذكر لبيان مرات حدوث حدثه، مثل قفز الرياضي قفزتين.

عامل المفعول المطلق:

هو الحدث الذي يذكر المفعول المطلق لتوكيده أو بيان نوعه أو بيان عدده. وقد يكون هذا العامل فعلاً مثل: أصغيت إصغاء المجدّ، أو صفة، مثل: رأيت المصاب مجروحًا جرحًا غائرًا، أو مصدرًا، مثل: إن ردّك على المتسائل ردًا حاسمًا أمر طيّب.

الأصل في عامل المفعول المطلق أن يتقدم عليه، وجاز أن يتأخر عنه إن كان المفعول المطلق مبينًا للنوع أو العدد، مثل: اكتشافات متعددة اكتشف العلماء. ومثل سفرتين سافرت في إجازتي.

والأصل في عامل المفعول المطلق أن يذكر كما تقدم، وقد يحذف، وحذفه يكون واجبًا، وذلك في ثلاثة مواضع: عند نيابة المفعول المطلق مناب فعله، مثل: صبرًا في مجال الموت صبرًا. أو وقع موقع النهي، مثل: قيامًا لا جلوسًا، أو وقع بعد استفهام يدل على التوبيخ، مثل: أتهاونًا وقد جدّ قرناؤك؟ ويحذف عامل المفعول المطلق جوازًا إن كان المفعول مُبينًا للنوع أو العدد، مثل: قراءة واعية، جوابًا لمن قال لك: أقرأتَ الكتاب؟ ومثل: سفرتين، جوابًا لمن قال لك: كم مرةً سافرتَ؟ أما المفعول المطلق المؤكِّد فلا يحذف عامله.

النائب عن المفعول المطلق:

يذكر بعد الفعل لفظ يؤكده أو يبّين نوعه أو عدده، ولكنه ليس من لفظ الفعل، وحينئذ يعد نائبًا عن المفعول المطلق وليس مفعولاً، ومن ذلك: صفة المصدر المفعول المطلق مثل: تطورت الحياة العصرية سريعًا. ومرادفه، مثل: فرحت جذلاً. ونوعه، مثل: رجع العدو القهقرى. وعدده، مثل: أذيع النبأ أربع إذاعات. وآلته، مثل: ضربت عدوّي سوطًا. وضميره، مثل: أقدّر العلم تقديرًا لا أقدره شيئًا آخر. والإشارة إليه، مثل: حسبي أني أرعى الجميل هذه الرعاية. ولفظتا كل وبعض مضافتان إليه، مثل: أفِي لهُ كلّ الوفاء، وأتردّد عليه بعض التردد.

هناك ألفاظ كثيرة تستعمل مفاعيل مطلقة يكثر دورانها في الحديث دون ذكر عاملها منها: سبحان الله، معاذ الله، لبيك، سعديك، حنانيك، دواليك، هنيئًا، مريئًا، حقًا، البتة، سقيًا، رعيًا، ويلك، ويحك.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية